بعد سبعة وعشرين عاما أمضاها في مجلس الأعيان، هاهو مروان الحمود يغادر هذا المجلس مرتحلا نحو حبيبته السلط، تماما كما هي عمان وكل بقعة في أردننا العزيز.
مروان الحمود شيخ مشايخ البلقاء وعلما من أعلام الأردن، كيف لا وهو ابن الرمز الوطني عبد الحليم النمر الحمود العربيات، ذاك الرجل الذي رفض تولي رئاسة الحكومة في خمسينات القرن الماضي، مشيرا إلى أن رئيس الحزب، ونقصد هنا الحزب الديمقراطي الاشتراكي سليمان النابلسي هو الأحق بتشكيل الحكومة، وهكذا كان.
رجل دولة من الطراز الرفيع، وقامة وطنية بامتياز، وقائد سياسي، وابن كل واحد في الأردن، وأخا للجميع، وباب لا يغلق في وجه من يطرقه او يأتي إلى ديوان أبي العبد.
صحيح أن الشيخ مروان الحمود غادر المجلس بعد رحلة طويلة تحت القبة أو وزيرا في عدة حكومات، غير أن شيخنا الكبير سيبقى هو هو على عهده مع كل الأردنيين، وندرك أن مثل هؤلاء الرجال تزهو المناصب بهم، فهم لا يسعون إليها أبدا.
ومن حق مروان الحمود ابن السلط الشامخة بأهلها أن ينال قسطا من الراحة، وهو الذي لا يعرف للراحة طعما، فمنذ عقود والشيخ مروان منغمسا في العمل العام والشعبي، وهذا بحد ذاته غوص في التعب والإرهاق الذي يتطلب المزيد من الراحة والهدوء، ومن حق الرجل ذلك.
لمروان الحمود نقدم خالص تقديرنا واحترامنا، ونقول له.. الله يعطيك العافية، فأنت أكملت المهمة وأنجزت الواجب وكنت خير من عرف الأردنيون، الذين سيذكرونك دوما بما فيك من خصال قلما اجتمعت في شخص واحد.
أطال الله عمرك أبا العبد، وما زلنا ننتظر منك المزيد سواء كنت في مجلس الأعيان او في أي موقع آخر، وندرك بأن لديك المزيد لتقدمه لشعبك الذي يحبك.