الرزاز جاء بظروف استثنائية وغادر بها ..
29-09-2020 01:41 AM
عمون - ضياء الطلافحة - كما كانت الفترة التي استلم فيها رئيس الوزراء عمر الرزاز استثنائية، ها هو يغادر منصبه بظروف استثنائية وأكثر تعقيداً.
الرزاز دخل الرابع فاقداً للراحة، وحاملاً معه ملفات ورثها من سلفه هاني الملقي والذي غادر عقب احتجاجات عمت البلاد في حزيران 2018، ومن أبرزها ملفي الضريبة والغاز الاسرائيلي.
في البداية لاقى تعيين الرزاز ترحيباً شعبياً كبيراً لم يره من سبقوه، فوصفه البعض بالمنقذ بعد ان أنهكت الحكومات المتعاقبة كاهل المواطن وغزت جيبه.
لم يدم التفاؤل طويلاً، فخيبة الأمل بدأت مع كشف الرزاز عن فريقه الوزاري، فتغيير النهج الذي نادى به الجميع لن يتم مع هذه الوجوه التي اختارها الرزاز لتنهيه شعبياً قبل أن ينطلق.
الرزاز وخلال استعداده للحصول على ثقة مجلس النواب، فوجئ بملف ثقيل لم يكن بالحسبان، وذلك عند استماعه لرد النواب على خطاب الثقة، عندما كشف النائب مصلح الطراونة عن قضية مصنع الدخان، ليبدأ المسلسل بعدها بأحداثه المتسارعة.
الأحداث الارهابية كانت متواجدة في عهد الرزاز ففي العاشر من آب 2018 قام شخص بزرع عبوة ناسفة بدائية الصنع في المكان المخصص لاصطفاف دورية مشتركة بين قوات الدرك والأمن العام في محيط موقع مهرجان الفحيص حيث كانت الدورية في طريقها للقيام بواجبها الاعتيادي كنقطة غلق في الطوق الخارجي لموقع المهرجان، حيث أدى الانفجار إلى استشهاد أحد مرتبات قوات الدرك في الحال وإصابة ستة من أفراد الدورية (أربعة من قوات الدرك واثنان من قوة الأمن العام) ، استشهد أحدهم لاحقا في المستشفى متأثرا بإصابته.
بعد يوم وعلى اثر حادثة الفحيص وقعت حادثة السلط الارهابية حيث أدت العملية إلى استشهاد 4 من رجال الامن وإصابة أكثر من 20 آخرين بين أمني ومدني كما أدت العملية إلى القبض على 5 عناصر مشتبه بتورطهم بهجوم الفحيص، كما وقعت في تشرين الثاني من 2019 حادثة طعن سياح في جرش لم يكشف عن تفاصيلها.
تتوالى المصائب لتأتي حادثة البحر الميت في آواخر تشرين الأول من 2018 حيث أدت الحادثة الى وفاة نحو 22 شخصا و43 إصابة معظمهم طلبة كانوا في رحلة مدرسية للمنطقة.
غضب الشارع الأردني على إثر تداعيات حادثة البحر الميت دفع بالرزاز الى إقالة وزير التربية والتعليم والتعليم العالي الدكتور عزمي محافظة ووزير السياحة لينا عناب من منصبهما، لتعود عناب سفيرة في طوكيو والمحافظة للمناهج.
2019 بدأت بتوافد المتعطلين عن العمل من مختلف محافظات وقرى المملكة الى عمان مطالبين بفرص عمل لتستمر احتجاجاتهم ومسيراتهم لأسابيع، وهو ما شكل أزمة جديدة لحكومة الرزاز.
نهاية شباط 2019 غرقت عمان كما تغرق في كل شتاء، وتعالت أصوات المتضررين وخاصة تجار وسط البلد مطالبين بتعويضهم بعد عدة وقفات احتجاجية.
الاحتجاجات مستمرة وهذه المرة من شمال المملكة، عندما احتج الرماثنة على إجراءات الحكومة المتعلقة بحركة المرور عبر معبر جابر وتحديد كميات الدخان الداخلة الى المملكة.
حكومة الرزاز لم تهنئ بالهدوء طويلا، حيث بدأ أطول اضراب تنفذه جهة عمالية في الأردن، عندما نفذت نقابة المعلمين اضراباً للمطالبة بعلاوة تصل الى 50 %، حيث شل الإضراب المرافق التعليمية كافة.
الرزاز ومنذ إستلامه أجرى أربعة تعديلات وزارية على تشكيلة حكومته، بالاضافة الى تعيينات كثيرة شملت مواقع قيادية، اتهم في كثير من الأحيان بمحاباة الأصدقاء ومنحهم المناصب وتوزيرهم .
معارك الرزاز مستمرة، ليصل الى أم المعارك "كورونا" حيث خاضتها حكومته في البداية بحرفية بعد أن صدرت إرادة ملكية بالموافقة على تنسيب مجلس الوزراء بتفعيل قانون الدفاع واتخاذ الحكومة عدة قرارات من أجل السيطرة على الوباء، إلا أن الحرفية لم تستمر طويلاً بعد ان وقع بعض من وزرائه بأخطاء أدت الى عودة الفيروس ليغادروا قبل ان ينشف ويموت.