ريادة الشباب برنامجٌ رئيس في وزارتهم
د. زياد الشخانبة
28-09-2020 05:08 PM
بعدما كان ملف الريادة لدى الشباب ترفاً زائداً من التنظير وخارج الحسابات الرسميّة، نجده اليوم قد جلس فوق طاولة الاهتمام وهو يأخذ حيزاً كبيراً من تفكير وزارة الشباب التي سعت هذا العام إلى جعل الريادة والابتكار الشبابي أحد برامجها الرئيسة.
فعلى مدى سنوات سابقة ومن كوني أحد المؤسسين لجمعية إبداع التي تُعنى بمئات المبدعين والرياديين وتملك عدة مراكز إبداعيّة، كنتُ اسمع يومياً مِن مبدعين ورياديين وجهات أهليّة حزنهم لعدم وجود جهة حكوميّة تعمل على الأرض لتنظيم الريادة لدى الشباب واستقطابهم.
نعم إنهُ حزنٌ مُحقٌ وقد فاتت علينا سنوات عديدة من تهميش الريادة والابتكار وتأخرنا في هذا الملف الذي رأى بصيص أمل هذا العام عندما نظّمت وزارة الشباب عدة ملتقيات رياديّة تُعد خطوةً أولى على طريق التنمية الشبابية التي بات عالم اليوم يقيس تقدّم الدول والشعوب من خلالها بعيداً عن أجواء الإتكاليّة والتكاسل والتقليد التي يعيش فيها بعض الشباب الموهوب.
نعم نحن بأمس الحاجة للخطوة الأولى التي تمّت هذا العام، فرغم الظروف الاستثنائية بسبب كورونا التي حالت دون تحقيق الكثير من الانجازات على مستوى ريادة الشباب، إلا أن دمج الريادة ضمن عمل وزارة الشباب هو خطوة أولى ساهمت في إرتياح شريحة واسعة من الرياديين الذين كانوا وعلى امتداد سنوات يعانون غياب وجود مظلة حكومية مؤمنة بهذا الشأن الشبابي الذي حرّكته أخيراً وزارة الشباب في أروقة المؤسسات والجامعات، واستطاعت من خلال معرفة عميقة لدى الوزير بريزات وبعض من كادر الوزارة أن يتكوّن صورة مجتمعيّة عن قدرة شبابنا على التطوير والإبداع وأن نشر السلبيّة والإحباط لدى شبابنا ما هو إلا جريمة تغيّب ما لديهم من مواهب وقدرات .
بالأمس ومحرك البحث يتجوّل بين الرياديين الأردنيين واعمالهم وأنشطتهم، جاء على ملتقيين اثنين نظمتهما وزارة الشباب بالتعاون مع الجامعة الأردنية؛ أحدهما في شهر شباط والثاني في شهر تموز من هذا العام، وذهب بي غوغل إلى محاورهما ومحتواهما وهذا هو الأهم؛ إذ وجدتُ الاهتمام بتسجيل المشاريع الريادية والابتكارية عبر منصة خاصة وفرز هذه المشاريع واختيار 44 مشروعاً مميزاً من بينها ثم تدريب اصحابها من خلال مخيم تدريبي على تطوير مهاراتهم وكيفية عمل نماذج أولية ودراسة السوق وكيفية عرض المشاريع وتسويق المنتج، كما وتم التشبيك بين الرياديين وجهات عدة لتبني مشروعاتهم وأفكار ودعمها وأيضاً دعم وتكريم الفائزين بعد تقييم لجنة التحكيم.
لستُ بصدد الحديث عن محاور الملتقيات بقدر ما هو جيد أن نسلّط الضوء على موضوعات جديدة بتنا نقرأها في تنمية مهارات الشباب، ولستُ بصدد الثناء بقدر الحاجة إلى تعريف الناس بالعمل الجاد الذي ينتهي إلى مخرجات حقيقية وهذا ما لمسناه بحسب مشاهداتنا اليومية التي وجدنا فيها وزارة شباب جديدة لا تعمل وفق الطرق التقليديّة التي عهدناها وباتت اليوم في مكانتها الصحيحة بين المؤسسات الحكومية.
أخيراً، وضعت وزارة الشباب نفسها أمام مسؤولية كبيرة وهي تفتح ملف الريادة، وأنه لا مجال لديها بأن تتراجع فيه وقد عقد كثيرون الأمل على زيادة وتيرة العمل فيه لكسب الوقت والنهوض بشبابنا بإزاحة الستار عن مواهبهم الكامنة.