facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




حكومة الرزاز .. والعبرة التي تركتها


شحاده أبو بقر
28-09-2020 11:13 AM

لا أعتقد أن حكومة في تاريخ الأردن تركت خلفها "عبرة كبرى" كما ستترك حكومة الدكتور الرزاز, وبالذات خلال الشهور السبعة الأخيرة من ولايتها.

وما هي العبرة التي ستتركها حكومة الرزاز "الله يعطيها العافية" لقاء ما حاولت وإجتهدت؟، معرفة هذه العبرة تقتضي تشخيصا موجزا لمسيرة تلك الحكومة.

بدأت الحكومة بوعود متفائلة شنفت أسماع الشعب الذي إستبشر خيرا, إلا أن تلك الوعود واجهت صعوبات جمة جعلت إستبشار الشعب يتراجع شيئا فشيئا ولكن بتباطؤ لعل وعسى أن تتمكن الحكومة من عمل شيء ما يصلح الحال ويعالج ولو بعضا من المشكلات التي يواجهها البلد.

وفجأة, ودونما سابق إنذار, حلت جائحة كورونا. وهنا يمكنني تصوير المشهد كما لو أن حكومة الدكتور الرزاز دخلت في مبارة رياضية ضد فريق آخر هو فريق كورونا إن جاز الوصف!.

نشط فريق الحكومة وظهر فيه هدافون متميزون تمكنوا بعون من الله أولا, ثم من الجيش الطبي والجيش العسكري والأمني من إحراز عدة أهداف في مرمى كورونا, وهنا والعبرة هنا, هتف الشعب كله للحكومة وشجعها وإلتزم بتعليماتها حرفيا منتشيا بإنتصارها الساحق الذي ملأ شوط المباراة الأول بالأهداف فيما لم يتمكن فريق كورونا من تهديد شباك فريق الحكومة جديا.

جاء شوط المباراة الثاني والحكومة في أوج إنتصارها, والشعب كله في أوج إعتداده بفريقها منتظرا منها تسجيل أهداف جديدة تسحق فريق كورونا وتسمح لهذا الشعب الذي توحد كله خلفها بمغادرة المدرجات " الحظر" مزهوا بفوز حكومة بلاده , والتي أحبها وتعلق بالعديد من وزرائها الأفاضل .

إلا أن واقع الحال كان غير ذلك , فلقد تراخت الحكومة في شوط المبارة الثاني , عندما تمكن فريق كورونا من التسلل عبر منفذين , ليمطر شباك الحكومة بعدة أهداف أفقدتها توازنها, بعد ما بذلت من جهد كبير, لتنقلب نتيجة المباراة من فوز إلى خسارة حاولت الحكومة تعويضها ولكن دون جدوى .

هنا تتجلى العبرة التي أعني , فعندما تنجح الحكومة وتحقق ما هو مطلوب منها أو حتى شيئا منه , يتوحد الشعب كله, ويبدأ بإستعادة ثقته بدولته, وبمؤسساتها, ويستبشر خيرا, ولا يثق بأي معلومة أخرى غير المعلومة الآتية من دولته ومؤسساته , ويقف صفا واحدا مع وإلى جانب حكامه ووطنه وبكل إخلاص فطري لا مصطنع .

مشكلة حكومة الدكتور الرزاز أنها تعاملت مع الفريق الآخر بأسلوب الهجوم, وأغفلت الدفاع , فلقد إنصب كل جهدها على أن تهزم كورونا , دون أن تلتفت إلى حاجة الجمهور الذي وقف كله معها في شوطها الأول, إلى أساسيات متطلبات الحياة من ماء وغذاء وعمل وتعليم وخلافه من متطلبات , وهنا وللأسف, خسرت مرتين .. فلا هي هزمت كورونا بعدما أخذتها نشوة النصر في شوطها الأول وواصلت الهجوم دونما مراعاة للثغرات التي إقتنص فريق كورونا الفوز منها , ولا هي ضمنت للجمهور الذي غادر المدرجات غاضبا حزينا وخائفا , شيئا من إستحقاقات الحياة المشار إليها آنفا .

وبرغم ذلك فلا أبالغ إن قلت , لو أن حكومة الدكتور الرزاز فازت في اللقاء , لوقف الشعب كله معها , ولإلتمس لها العذر في أمور كثيرة يحتاجها .

خلاصة القول .. فالحكومة التي تفلح في صد خطر أو معالجة مشكلة كبرى مهما كانت , يلتف حولها الشعب تلقائيا وتتوحد صفوفه مع دولته , والحكومة التي يجانبها ولنقل الحظ كي لا نظلم أحدا , تكون سببا من حيث تدري أو لا تدري , في إتساع هوة إنحسار الثقة بين الشعب ودولته ومؤسساتها , وهنا مكمن الخطر على المدى البعيد والقريب على حد سواء .

حكومة الدكتور الرزاز تركت تلك العبرة لمن يريد أن يعتبر. اللهم جنب بلدنا المحن والمخاطر . وأنت وحدك من وراء قصدي .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :