يترقب الأردنيون الانتخابات وسط أجواء وباءٍ تسيطر على تفاصيل حياتهم، فهذا الاستحقاق الدستوري ومآلاته هو تحدٍ ... ولكن، منذ متى لم يمر هذا الوطن بتحديات ولم يكن لكل عقد من أعوامه حكاية.

الأردن، بلد راسخ، وهو يسير اليوم وسط محنة "الوباء" يقين إنسانه بأنه عبر "الأكبر منها" لإيمانه بمقدرته ومقدرة مؤسساته على تجاوز كل "نازلة" بل وفي أغلب الأوقات نجح بتحويلها إلى قصة نجاحٍ..

ندرك أن الوضع اليوم صعب، وأنّ كثيراً من المحيطين بنا وبيننا ينتجون اليأس ويحاولون صوغ مشاهد الإحباط، ولكن ورغم تصريحات بعض الساسة عن حالة عدم اليقين، إلا أن الأردني القابض على تراب هذا البلد، وتفاصيله، وتاريخه، وحاضره ومستقبل أحفاده، في قلبه اليقين الذي يتسامى دوماً... وهو الإيمان بأن الأردن الهاشمي قادر على تجاوز الصعاب..

فهذا البلد عميق بمؤسساته وغني بإنسانه ومفردات شرعية ومشروعية قيادته الهاشمية، وكلما تأملت تاريخه أدركت بأن ما مامر كان صعباً وكان يترك جبالاً ثقيلة من الهموم، ولكن في الأردن ميزة هي أنّ لكل جيل حكاية تحدٍ ونصر..

الانتخابات المقبلة هي أحد المفاصل وميزتها أنها تأتي وسط أجواء وباءٍ لم يترك دولةً بالعالم من شره، وميزتها أيضاً، أنها تأتي وسط الغيوم الركامية الثقيلة التي تحيط بنا من كل حدبٍ وصوبٍ..

ولكن من مروا على السهول والهضاب في الكرك وعجلون والسلط وإربد وكل قرية ومدينة، وجلس مع بعض ممن انجبتهم وسمع منهم كيف صاغوا رغم الفقر وضيق الحال حكاياتهم يؤمن بأن هذا الوطن قادر على العبور والنجاة ..

فالأردن الهاشمي وشرعيته الراسخة في هذه الأرض، هو هبة التاريخ الصادق للمنطقة، وهو المشروع الذي نبت في تربتها، وسيبقى هو التعبير عن الحكم العربي وزمانه الرشيد..

دام الأردن عزيزاً.. فالأردنيون على يقين