facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




القدس .. إسلاماً ومسيحية في عين النار


محمد حسن التل
18-03-2010 03:10 AM

الهجمة المنظمة من قبل الصهاينة على القدس ودرّتها الأقصى التي نشهدها هذه الايام ، لم تأتً منفصلة عن سلسلة المحاولات المحمومة ، من قبل اليهود عبر التاريخ ، للسيطرة على هذه المدينة المقدسة ، تنفيذاً لخرافاتهم التوراتية ، ولن تكون الأخيرة: فهذا صراع أزلي محموم ، لن تكون له نهاية ، إلا بالقول الفصل ، بوعد الله عزّ وجل "وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا".

لقد استطاع اليهود ، تحقيق حلمهم الكبير ، بإقامة دولة لهم ، على أرض فلسطين وتوسعهم ، حتى بلغ احتلالهم ونفوذهم ، قناة السويس ومرتفعات الجولان ، وضربوا بقرارات مجلس الأمن ، عرض الحائط ، عندما جعلوا القدس عاصمة لهم ، وأقاموا المستوطنات على امتداد الأرض العربية في فلسطين.

وإذا كان واقع الحال ، وصل بالقدس والقضية الفلسطينية برمتها ، إلى ما وصل إليه ، نتيجة لتراكمات كثيرة: فإن الأمر اليوم ، بات يتطلب وقفة حقيقية صادقة ، من كل أصحاب القرار والفكر ، على امتداد الأمة الإسلامية ، لإيقاف النار اليهودية المسمومة ، التي باتت تقترب أكثر ، من أساسات المسجد الأقصى ، وكل المقدسات الإسلامية ، وحتى المسيحية ، على أرض فلسطين المنكوبة.

لقد نالت المقدسات المسيحية من اليهود ، جحوداً لا حدود له ، ولكن للأسف: فإن المسيحية الغربية ، تناست بل وتغاضت ، عن هذا الوضع الظالم ، في ظل سيطرة كاملة للصهيونية عليها ، وترك نصارى الشرق وحدهم ، في مواجهة الحقد اليهودي والخرافة التوراتية.

لقد تجاهل مسيحيو الغرب ، الجرائم الفظيعة ، التي ارتكبها الصهاينة بحق اخوانهم ، مسيحيي الشرق في فلسطين ، وتجاهلوا أيضاً ، تعرض المقدسات المسيحية ، للاعتداءات الوحشية.

إن الخطر الصهيوني ، لا يقتصر على مقدسات المسلمين ، بل إن مقدسات المسيحيين ، تعرضت كذلك إلى نفس الإهانة ، مما يؤكد ضرورة اللقاء والاتحاد ، في وجه الكارثة ، التي اجتاحت مقدسات المسلمين والمسيحيين في فلسطين.

بعد ان كان الإسلام ، قد حرر فلسطين من ظلمة الاستعمار الروماني ، وهو الذي أعطاها بعداً جديداً ، عندما جعلها قاعدة من قواعد الإخاء الديني ، وحمى مقدسات كل الأديان ، وأباح لغير المسلمين أن يمارسوا عباداتهم ، ويحجوا إلى مقدساتهم ، يأتي اليوم اليهود ، ليهدموا بهمجيتهم كل ما بناه الإسلام ، من تفاهم بين الأديان السماوية ، ليدوسوا بحقدهم على كل ما هو خارج خريطتهم التوراتية ، التي لا علاقة لها بأنبياء الله ، من بني إسرائيل عليهم السلام ، بل هي خرافات وأساطير ، لا وجود لها ، إلا في عقول حاخاماتهم العفنة ، الممتلئة بالحقد على كل البشر.

إن القدس اليوم ، أمام واقع جديد ومخطط خطير ، في ظل العلو الكبير لليهود ، وسيطرتهم على عقول أصحاب القرار في الغرب ، صاحب الحل والعقد ، في ظل انحسارنا ، نحن العرب المسلمين ، وجلوسنا على مقاعد المتفرجين ، المقهورين والمغلوبين على أمرهم ، ولولا الجهد الاردني المتراكم والموقف الحازم بقيادة الملك عبدالله الثاني ، لقلنا ان الامة استسلمت للواقع المرير ، ولكن قطعاً هذه ليست النهاية: فالفرصة ما زالت قائمة أمامنا ، للملمة الجراح والتعالى على الصغائر ، وإعادة تنظيم الصفوف ، وإن بدا هذا الأمر تنظيراً للوهلةالأولى للبعض ، نذكر بتاريخ كل الأمم ، التي هزمت ، ثم نفضت عنها غبار الهزيمة ، واستعادت دورها واستردت كرامتها ، وانتقمت من أعدائها ، ندرك بالفعل أن الفرصة ما زالت متاحة أمام الأجيال ، لتعويض ما فات ، والكل يعلم أن الخير في هذه الأمة ، ماضْ إلى يوم الدين ، وأن ما حلَّ بأمتنا أيام الحروب الصليبية وغزو التتار ، أبشع بكثير مما تمر به اليوم.

القدس اليوم ، بحاجة إلى وقفة حقيقية ، بعيدة عن الخطابات وتعب الحناجر ، بحاجة إلى عمل عربي وإسلامي مشترك ، يؤسس لمرحلة جديدة ونوعية ، في الدفاع عنها ، أمام ما تتعرض له ، على أيدي اليهود ، الذين لا يراعون أمانة ، ولا اتفاقاً ، ولا وعهداً "كلما أوقدوا ناراً أطفأها فريق منهم".

وأخيراً ، صرخة للأشقاء المتناحرين في فلسطين ، سواء لأولئك المتمترسين ، في غزة هاشم ، ويتوهمون أنهم يحققون نصراً ، وأولئك الجالسين على مقاعد في الهواء في رام الله ويتوهمون أنهم يديرون دولة ، دولة بلا أرض ، وسلطة بلا حكم ، ليوحدوا صفوفهم خدمة لشعبهم ، ليكونوا السند لهذا الشعب وقضيته ، لا عبئاً عليه.

اليوم القدس - اسلاماً ومسيحية - في عين النار ، وعلينا جميعاً - حكاماً ومحكومين - أن نرتقي إلى مستوى الكارثة ، التي يدبر لها في أورقة دوائر الصهيونية ، بتآمر مشبوه مع أنصارهم في الغرب ، وأن نعظم نقاط الاتفاق ، وأن نتعالى على عوامل الفرقة ، لأن القدس ، بل وفلسطين كلها ، معرضة للالتهام ، من الثعلب اليهودي.
الدستور.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :