مما لا شك فيه أن الوطن العربي والأمة العربية تمر في مرحلة تعد الاقسى والاصعب في تاريخها العميق، ذلك أن غياب الديمقراطية في بعض الدول أفضى إلى ضغوط واجهتها الشعوب العربية أدت إلى انقسامات جيوسياسية بالغة الخطورة.

وفي وسط هذا الركام المتناثر الذي لم نكن نتمناه بين أقطار الوطن العربي، استقرت مملكة المجد والديمقراطية مملكتنا الأردنية الهاشمية الحبيبة التي اتسمت قيادتها المحنكة المخضرمة، ممثلة بالقائد والرائد جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، بالحكمة والاتزان، فقد كانت الرؤى الملكية الثاقبة التي وردت بالأوراق النقاشية والخطابات الملكية السامية والتي أطلقت المجال للديمقراطية المسؤولة في هذا البلد الآمن، جنباً إلى جنب مع مطالبة جلالة الملك المفدى شباب الوطن بأبدأ النقد البناء وتحفيز المعارضة الإيجابية ومحاربة الفساد والدعوة للإصلاح في كافة المجالات، كان لها الأثر الأكبر في استقرار الوطن وثباته في مواجهة العواصف والتحديات، الأمر الذي عزز قدرة الدولة في الاستقرار و استكمال مسيرة العطاء و البناء.

وإننا إذ نعرب عن اعتزازنا بكافة التوجيهات الملكية السامية في كافة الأصعدة والميادين، فإننا نثمن عالياً ونقدر بعظيم الاحترام والاجلال، دعم ومساندة جلالة مليكنا المفدى وحرصه الاكيد على أن يكون الاردن الأبي دولة القانون والانتاج والتكافل الاجتماعي، الأمر الذي يعزز المكانة الديمقراطية لبلدنا الحبيب إضافة لخطاب التسامح الديني الذي يؤكد على حق الجميع في العيش بحرية وكرامة.

إننا ونحن نتوجه اليوم نحو إستحقاق دستوري نلبيه جميعا بالواجب الوطني، نحو إفراز مجلس نيابي يمكّن الاكفياء من اخذ دورهم في أروقة السلطة التشريعية، ضمن انتخابات المجلس التاسع عشر، يعتبر تتويجاً لمرحلة ديمقراطية مضت وتعزيزا لمرحلة ديمقراطية قادمة بإرادة شعب لا تلين وإصرار على رفض الاستسلام أمام التحديات الصعاب لتحقيق الطموح بأن نجعل يومنا خير من أمسنا وبكل الامل والايمان أن غدنا سيكون أفضل من يومنا بظل رايتنا الهاشمية الشامخة.

وعلى الجميع أن يدرك أن ما يجري من تغير في الخريطة السياسية للمنطقة يحتاج إلى تغير الكثير من المفاهيم الديمقراطية من أجل ان تستعيد الشعوب الجريحة كرامتها وعزتها وهذا يقتضي أن يتوجه الجميع بحسن النوايا نحو إحلال السلام العادل الشامل الذي تريده شعوب المنطقة والذي لطالما حرصت القيادة الهاشمية المبجلة على تعزيزه وإرساء قواعده بما يتوافق وقرارات الشرعية الدولية.

ولقد علمتنا الديمقراطية أن عشق هذا الوطن محفور في قلوبنا، وأن وفاءنا وولاءنا لميلكنا المفدى يتأتى من إيماننا المطلق بأن جلالته هو ضمير الشعب ووجدانه، وشعاره ورمز عزته، وأن الشرفاء جميعاً في هذا الوطن يقولون لك يا مليكنا نحن معك نحن معك، بالصبر والصمود معك، بالتصميم والأصرار معك بالعمل والعطاء معك، بالروح والفداء معك.

حمى الله الاردن العظيم وشعبه الأبي ومليكه المفدى.