«كورونا» فرصة .. وصفة ملكية لتجاوز الأزمة
نيفين عبد الهادي
23-09-2020 12:08 AM
أن تكون أزمة كورونا المستجد، فرصة، ربما لم يفكّر بها أي شخص على هذه المعمورة، هي وصفة ملكية قدّمها جلالة الملك للعالم، ضمن خطة عمل عبقرية تجعل وبشكل عملي وواقعي من هذه الجائحة والأزمة التي أنهكت أكبر دول العالم وأكثرها منعة، ليضع جلالة الملك نهج عمل يقود للخروج من هذه الأزمة وحتى تبعات ما بعد انتهائها بنجاح.
جلالة الملك وخلال الكلمة الرئيسة في الجلسة الافتتاحية التي القاها جلالته أمس الأول في «قمة تأثير التنمية المستدامة»، التي يعقدها المنتدى الاقتصادي العالمي، تحت شعار «إعادة الضبط من أجل تنمية مستدامة»، وضع العالم أمام حقائق كبيرة بشأن وباء كورونا، فيما حدد جلالته أدوات الخروج من الأزمة وتجاوزها بشكل عملي، تركز على مبدأ إعادة النظر في نظامنا العالمي.
وفي قول جلالة الملك (هذه الأزمة التي طالت جميع البلدان على نطاقٍ عالمي غير مسبوق، هي أيضاً فرصة لنا)، فيما لم يبق جلالته الأمر معلقا للبحث عن أدوات لتطبيق وصفة جلالته إنما أضاف بقوله (إذا عملنا بحزم وبشكل جماعي. علينا أن نبدأ بإعادة النظر في نظامنا العالمي، ليصبح أكثر تكاملاً ومنعةً وإنصافاً؛ إذ لن تزدهر العولمة في غياب الاهتمام بالمجتمعات الأكثر ضعفاً، فحالنا واحد. نحن نواجه الأزمات معاً، ومن الأفضل لنا أن ندرك ذلك بسرعة)، نعم، فلا يوجد أي دولة تملك ترف الوقت أو الانتظار أو البحث اليوم فلا بد من أن يدرك الجميع كما قال جلالته وبسرعة ضرورة تطبيق الحلول لمواجهة هذا الفيروس وتبعاته التي كما أشار جلالته ستستمر لما بعد «كورونا» ما يجعل من العمل بشكل جماعي واعادة النظر في نظامنا العالمي ضرورة وحتمية.
وضع جلالة الملك في كلمته محددات عمل واضحة، أساسها تشاركية الحل، والسعي لإعادة بناء نظامنا العالمي «نحو تعافٍ اقتصادي أكثر شمولاً تبدأ من الأساسات، من خلال شراكات ثنائية وثلاثية وعلى مستوى الأقاليم، تعود بالمنفعة المشتركة وتشكّل شبكة أمان عالمية، للتخفيف من وطأة الفقر والبطالة، وتعزيز الأمن الغذائي وحماية البيئة»، مشكّلا بذلك جلالته طوق نجاة لتجاوز آثار «كورونا» بشكل عملي بعيدا عن أي أبحاث تشخيص، أو أبحاث لحلول، ففي كلمات جلالته حالة سياسية اقتصادية تعدّ نهج عمل مؤكد النجاح.
وكعادة جلالة الملك، يضع الأردن دوما في المكان الذي يستحق أمام المجتمع الدولي، وكذلك تجربة المملكة في التعامل مع الأزمة، والتي غدت أنموذجا ايجابيا على مستوى العالم، حيث قال جلالته (نحن في الأردن نعمل مع شركائنا في المنطقة وخارجها، للاستثمار في مواطن قوة وموارد بعضنا البعض، لنبني التكامل المطلوب من أجل الازدهار المشترك في عالمنا وسلامة شعوبنا. لقد دفعت أزمة كورونا بالأردن نحو الاستثمار في قدراته بالزراعة، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والقطاع الطبي، والصناعات الدوائية، وذلك بالتعاون مع القطاع الخاص، لنساعد أنفسنا وغيرنا)، نعم هو عرض للتجربة الأردنية يحمل مؤشرات كثيرة ربما أهمها مبدأ أن المواطن هو ثروة الأردن الحقيقية، أضف لذلك قدرتنا على تجاوز أي أزمة بسواعد أبناء الوطن، وهو إعلان بأهمية القطاعات والمنتج الأردني أمام العالم كافة، ليس هذا فحسب إنما وضع التجربة الأردنية كنموذج يحتذى، مادّا يد العون الأردنية للعالم حيث قال جلالته (نحن مستعدون للبناء على هذه الإمكانيات، لنصبح منصة انطلاق ومركزاً للإقليم يسهل الجهود الدولية والإقليمية للاستجابة للتحديات المقبلة).
جلالة الملك في حسم عبقري، قال عن أزمة كورونا (بدلاً من النظر في مشاكل لحلها، أدعوكم للبحث عن فرصٍ لاغتنامها، وسبلٍ للتعاون، لإعادة بناء نظام عالمي حقيقي وشمولي، لا يستثني أحدا)، هي وصفة الملك للخروج عمليا من هذه الأزمة.
الدستور