موقف جيد اتخذته الحركة الإسلامية في الاردن بالاعلان عن المشاركة في الانتخابات البرلمانية المقبلة، وهو قرار يحسب للجماعة ما دامت تفضل العمل في إطار المشروع السياسي للدولة الأردنية.

هذا القرار ربما أنه لم يكن متوقعا لدى البعض. لكن الثابت ان الجماعة ظلت دوما قادرة على تصويب المسار التشاركي مع الدولة، وهي جزء من منعة الدولة المطلوبة.

القرار لم يكن نبتاً غريباً في سياق مواقف الحركة الاسلامية الوطنية. وهي التي يحب البعض احيانا من التيار المدني جعلها مسؤولة عن تعطل الكثير من ملفات الإصلاح والتحديث الديموقراطي.

لكن المشاركة هي الأفضل دوماً، والغائب هو الخاسر في أي منازلة سياسية، والمشاركة السياسية مطلوبة للجميع، ويجب تفعيل الاحزاب في الوسط الشبابي كي نشهد مشاركة عريضة في المجتمع.

خلال سنوات التحول الديمقراطي منذ عام 1989 وحتى اليوم تراوحت مواقف الحركة الاسلامية بين مشاركة ومقاطعة.

هم حاضرون في ملفات مثل الاصلاح التربوي والدور السياسي في النقابات وفي الدفاع عن مواقف الأردن القومية والاسلامية وبخاصة مسألة الوصاية الهاشمية على بيت المقدس ومقدساتها الشريفة.

لقد اخطأت الحركة في أزمنة محددة براي البعض عندما ناكفت في بعض الملفات كما كان الحديث عن اضطرابات المعلمين مثلا، لكنها مثلها كمثل أي حزب او تنظيم تتفاعل مع القواعد الشعبية بحسب مصالحها.

(الدستور)