بعد أن كان لنا تجربة أستطيع القول انها (كارثية) في التعليم عن بعد في نهاية الفصل الثاني من العام الدراسي الفائت، ها هي الحكومة ومن جديد تقرر ولظرف إستثنائي (التعليم عن بعد) او ما يسمى التعليم الإلكتروني، وقد مدح الكثيرين في ذاك الوقت هذه الخطوة بإعتبارها مبادرة في مجال التعليم وخطوة محمودة ، وخصوصا في سياق إستكمال العام الدارسي وتجنب فقده، بالإضافة لاستغلال الوقت بأي طريقة متاحة في ظل ما آلت اليه الظروف خلال الاشهر الثلاثة الأولى من الجائحة.
وإن كانت الخطوة التي تتخذها الحكومة اليوم تأتي إنسجاماً مع ما سمي (بالموجة الثانية) من هذه الجائحة ولن تتجاوز المدة التي اقرتها بـ أربعة عشر يوماً ، فلا بأس بذلك، لكن اللافت ان هذه الخطوة والتي يرى الكثير من اولياء الأمور انها لم تكن إلا في سياق المحاباة لأصحاب المدارس الخاصة ضماناً لتسجيل أكبر عدد ممكن من الطلاب فيها وتسديد المستحقات المالية المترتبة على أبنائهم قبل بداية العام الدارسي والذي بدأ (أعرج وأعوج) في اسبوعه الأول والذي كان ينبئ بما هو اسوأ.
السؤال الذي يدور في الأذهان في ظل (الحالة الإستثنائية) التي يعيشها الطلبة هذه الأيام ومدى تأثير جلوسهم أمام شاشة الكمبيوتر او الهاتف الذكي لساعات طويلة مستخدمين تطبيقات أو منصات تعليمية أقرب ما تكون إلى التلقين الإلكتروني، والأخطار التي قد تؤثر على جيل بأكمله نتيجة الإجهاد البصري الذي قد يتعرض له نتيجة ذلك وما ينتج عن غياب الدور الحقيقي للمدرسة في بناء الشخصية السوية ، ناهيك عن الضغط النفسي الذي نتج وسينتج لشريحة اخرى من الطلبة ممن كانت ظروف اسرهم المالية صعبة ولا تسمح لهم بامتلاك اجهزة الكترونية ذكية تتيح لهم المجال بمتابعة دروسهم بنفس الآلية المعتمدة وما سينتج عنها من خلق عقدة نفسية وشعور بالنقص نتيجة ذلك.
لعل المرحلة الحالية لن تستمر طويلاً وربما وإن طالت ستكون لاشهر معدودة.. إلا ان نتائجها ستدوم لفترة اطول مع جيل يعاني من ضعف في النظر وعقد نفسية وإجتماعية بفضل ضعفاء البصيرة ممن إتخذوا قرارات بهدف محابات فئة جشعة لحساب مستقبل جيل بأكمله.