ظاهرة التَنمُر .. إلى أين!
د. اشراق العموش
21-09-2020 06:10 PM
كثيراً من نسمع عن ظاهرة "التنمر" في مجتمعاتنا والتي باتت ظاهرة واسعة الآفاق متعددة الألوان والاشكال يمارسها المتنمرون بطرق شتّى، بهدف تشويه صورة شخص ما والتقليل من شأنه، فهم يمارسون شكلاً من أشكال العنف المجتمعي وهنا لا أقصد العنف بالمعنى الحرفي؛ بل العنف النفسي والمعنوي الذي يتخلله الإيذاء والاساءة لشخص ما او مجموعة من الأشخاص الاقل قوّة، سواء بدنيّاً، نفسيّاً، أو حتى اجتماعياً.. من هنا أود التركيز على الجانب الاجتماعي المتعلق بالتنمر لما للمجتمع من دور كبير للحد من هذه الظاهرة ..
قد يُمارَس التنمُّر في أكثر من مكان، كالمدرسة، أو الشارع ، أو غيرها من الأماكن المختلفة ، حيث يتَّبع الأشخاص المُتنمِّرين سياسة الايذاء اللفظي و التخويف، فمثلا قد يقوم مجموعة طلاب "متنمرين" بإيذاء زميل لهم معنوياً و جسدياً ، فيبدأوا بالتلفظ بألفاظ مهينة أو بمناداته بأسماء سيئة تهدف الى السخرية، و تارةً أخرى نجدهم ينشرون الأكاذيب و الإشاعات المسيئة والتي بدورها تؤدي الى ايذائه معنويا فيبدأ بالانعزال و الشعور بالخيبة و الاهانة و يترك وحيداً.. و نقيس على ذلك أمثلة واقعية تحدث يومياً في أماكن العمل و الجامعات و غيرها..
أما النوع الأكثر انتشاراً من التنمر يحدث "إلكترونياً " عبر صفحات الإنترنت و مواقع التواصل الإجتماعي، فيتعمّد المُتنمرون الإيذاء "عن بعد" من خلال نشر المعلومات الخاطئة و الاشاعات و الأخبار المسيئة التي تهدف مضايقة الشخص "المُتَنمر عليه" و هو غالباً ما يكون ذو سُلطة ضعيفة.. و المُدقق في تعليقات بعض "المُتنمرين" على وسائل التواصل الاجتماعي يجد فيها الاهانة و التهكم و السخريا و الإنتقادات التي لا تهدف لشيء سوى الإنتقاص من قدر شخص ما، فيتحول هذا الشخص الى ضحية يقرأ تعليقات مُهينة له يراها ملايين البشر و يتلّقى رسائل محرجة.. و من هنا يجب الحد من هذه الظاهرة لما لها من عواقب وخيمة تمُّس كرامة الأفراد..
و مع اتساع دائرة التنمّر الإلكتروني أصبح يشكل تهديداً حقيقياً على الأشخاص الذين يتعرضون له، و هم دائماً مُعرضون للإساءة والأذى من المتنمرين، وبالتالي فهم يشعرون بالخوف والقلق دائماً، والعيش في الخوف والخجل هو أمر خطير جداً..