إن اردنا عنونة هذه الفترة التي نعيشها في الاردن بعيدا عن وباء كورونا فمن البديهي أن نسمّيها فترة التجهيزات للعرس الوطني الشتوي هذا العام، فشوارع المملكة تضج هذه الايام بالمرشحين الذين يجوبون الشوارع والازقة طلبا للدعم والمؤازرة من محيطهم الضيق و الواسع.
ولكن عرسنا الوطني هذا مثله مثل أيّ عرس قد تمتلئ طريقه بالعقبات والمنغصات المختلفة، فإن نظرنا للطريقة التي نُدلي بها كمواطنين بأصواتنا (الكُتلْ الانتخابية) سنجد بأنها تستهلك الديموقراطية وتنتقصها لأنها تدعم مبدأ العشائرية التي تشجع أبناء العشيرة الواحدة بغض النظر إن كانوا مناسبين أم لا، اضافة لتشتيت المواطن الذي يرى احيانا بأن الكتلة ككل لا تناسب طموحه ورؤيته في التغيير، فالمرشحين داخل الكتلة الواحدة من النادر أن يُجمع عليهم أغلب المواطنين، لأنه قد يُشجع المواطن مرشح ما لكن عندما ينتسب لكتلة يراها غير مناسبة قد يعدل عن التصويت له.
لذا فمبدأ التصويت بناء على الكتل الانتخابية يجب أن يتم النظر به ومحاولة تعديله وفق القنوات القانونية، لأن من يريد أن ينشر الديموقراطية ويتبنّاها سوف يستصعب قولبة طموحه في المرشح بكتلة مختلفة الطموح والرؤى.
آلية التصويت السائدة ليست هي العائق والعقبة الوحيدة في هذا العرس الوطني، بل حتى نحن كمواطنين نصنع العقبات و الازمات أيضا، فنحن لا نستطيع تقبّل الاختلاف و التعددية، ومن لا يشاركنا ذات الصندوق والكتلة نعتبره مباشرة عدوا وخصما لنا، حتى ولو كان فردا من عائلتنا الواسعة أو الضيّقة، لذا من المتوقع أن تأتي نسبة المشاركة في الانتخابات ضئيلة جدا نظرا لانعدام الثقة الشعبية بالانتخابات ككل بالاضافة لتأثيرات كورونا الطاحنة.