ألم يئن الأوان لنتعلم أن لكل مقام مقال؟
علاء عواد
21-09-2020 10:13 AM
تربينا من آبائنا أن ما نتعلمه عن الخطأ والذنب هو ما نحاسب عليه فيما بعد، فهل تعلّم من يخرج إلينا عبر شاشات التلفاز والتواصل الاجتماعي أسس الطرح والحوار وانتقاء المفردات المناسبة لكل موضوع حتى لا يقع في جريرة قوله أو فعله.
وهل لدى المسؤول صاحب السلطة والنفوذ القدرة على نسيان زلاته المتكررة عندما يقوم بالاستغناء عمّن أخطأ بلا تعليم ، وأساء دون تلقين ؟ لله دره من متناسٍ !!!.
ونحن لا ننكر حجم الزلة هذه ، والوقعة تلك ، والعديد من الغلطات التي جعلت الشعب الأردني بأسره يعلّق وينتقد بمختلف الوسائل والأساليب. ولكن ما ننكره حقا أمران: أولاهما شدة النقد المعيب الساخر الذي عظّم السقطة الإعلامية وضخّمها بشكل مرفوض نهائيا ،وثانيهما الغرابة من سرعة محاسبة المخطئ دون الرجوع إلى المسبّب والتعامي عن باقي الأخطاء الجسيمة للعديد من المسؤولين والتي لم نر لها رادعا يُذْكَر .
ولأن لكل مقام مقال ، فلا بد من تحرّي الدقة في اختيار الضيوف -المكلفين بالجلوس على طاولة الحوار - ذوي الحرفية والمهنية ، وتدريب كل مَن ينتظره المشاهدون لتلقي التصريحات والأخبار والحلقات النقاشية من قبل أصحاب الخبرة والمؤهلات القادرة على تخريج كوادر إعلامية ( مرئية ومسموعة ) تليق بالدولة الأردنية . حتى لا يقع المتحدث أو المستمع في غور الاتهامات والانتقادات والتعليقات التي ربما تحاول جهات أخرى الاستفادة من هذه الضجة لتمرير أمور خفية لا يعلمها سوى الله وصنّاعها ..
فهل حقا التوجس من مخططات مستترة وراء إثارة الفوضى الإعلامية والشعبية جراء تصريح أو خبر ما .في مكانه ؟! أم هو مجرد أوهام ؟! وإن كان كذلك فإلى متى سيبقى غرابنا ينعق على توافه الأمور ، والعظمى منها هو في غفلة متعمدة عنها ؟؟!!
الإجابة حتما ستبديها لنا الأيام ..فالمسألة مجرد وقت ..