ذات يوم كنت في جلسة وكان المتحدثون محامياً ودبلوماسياً وهناك فرق كبير بينهما من حيث الإقناع.
المحامي مباشر في الطرح ولا يقبل النقاش ويريد ان يكسب الموقف بسرعة أما الدبلوماسي فقد كان متأنياً في حديثه ومقنعاً في طرحه.
خلال الحديث قال الدبلوماسي يجب أن نعرف فن المستحيل.
هنا استوقفتني العبارة وشاركتهما الحديث من حيث بدأ بكلمة فن المستحيل فقد تفاعلت كل مراكز التفكير عندي وتساءلت ماذا يعني بهذه العبارة؟ وهنا أيضاً ودون مقدمات طرحت السؤال على السفير وهو الرجل الدبلوماسي: ماذا تعني بفن المستحيل؟ طبعا كدبلوماسي فقد ابتسم ابتسامة الوظيفة التي يحملها كأسلوبه في الحديث وقال: إنها تعني لا مستحيل عند الإرادة وأنه علينا أن نطرق كل أبواب الأمل.
يااااااه كم نحن بحاجة في حياتنا أن لا نفقد الأمل وأن نعيش فيه وهنا أدركت معنى فن المستحيل.
كل شيء في حياتنا نديره بالدبلوماسية والفن وحتى في تحقيق أمانينا علينا أن نرتب الأولويات لنحقق أي هدف وان لا نوجِد للمستحيل مكاناً في خطواتنا وأمانينا ومع كل ما نمر به من ضغوطات في حياتنا اليومية.
علينا أن نتعلم فن المستحيل وَيا حبذا لو وجدت دورات متخصصة من أصحاب الخبرة في هذا العلم نعم إنه علم وفن وكم نلاحظ انتشار الدورات والمدربين للكثير من الأمور الحياتية قد يكون بعضها مهماً وذا تأثير وحاجة ملحة وبعضها لا يعتبر إلا مضيعة للوقت والمال وفي النهاية فإنهم يعتبرون الشهادة ملحقاً للشهادات التي حققها الشخص وإضافة إلى السيرة الذاتية.
أعتقد أن هذا النوع من البرامج مهم لنا على جميع الأصعدة سواء على الصعيد الشخصي أو المهني لما نواجهه من تحديات في حياتنا اليومية في مجتمعاتنا وفي علاقتنا الشخصية وأيضا على الصعيد المهني فإن الصعوبات موجودة والعوائق كثيرة ولكن قد نجد في فن المستحيل بقعة ضوء وأملاً في الخروج من الأزمات والصعوبات وعلينا ان ندرك أنه لا مستحيل مع الإرادة والتصميم.
الدستور