لم يؤد التطور التكنولوجي وتطبيقاته العاصفة في مجال الإعلام الى تراجع أهمية الدور الذي يقوم به العنصر البشري في العملية الإعلامية بل على العكس تماما اذ تؤكد الوقائع تزايد أهمية العنصر البشري في المراحل المختلفة من العملية الإعلامية .
هناك الكثير من التطورات التي يمكن رصدها خلال هذه المرحلة ، والمتمثلة في ارتفاع المستوى التعليمي والثقافي للمتلقي وتراكم الخبرة الاتصالية الغنية والمتنوعة للمستقبل وتعزيز وتنامي الموقف النقدي لهذا المستقبل وازدياد الاحداث والظواهر والتطورات تنوعا وتشابكا وتعقيدا وغزارة السيل الإعلامي الذي يتعرض له المتلقي واحتدام المنافسة بفعل التكنولوجيا الحديثة للوصل الى المتلقي والتأثير عليه .
كما حدثت تطورات أخرى ابرزها تزايد أهمية الدور الذي تلعبه وسائل الإعلام في التنشئة الاجتماعية عموما وفي تكوين النسقين المعرفي، والقيمي للمتلقي، وربما في تكوين وعيه عموما، واهتزاز الثوابت الأيديولوجية والفكرية والمهنية وذلك بفعل التطورات العاصفة التي شهدها عالمنا وتراجع آليات الضبط الحكومي عموما في جوانب كثيرة من العملية الإعلامية وبروز سوق اتصالية دولية خاصة لها آلياتها ورجالها ومفاهيمها .
يمكن اعتبار هذه المعطيات ارهاصا بتطور نوعي في صناعة الرسالة الإعلامية عموما وفي مسيرة تأهيل الكوادر الإعلامية خصوصا، حيث أدت هذه التطورات الى ازدياد المهام الملقاة عاتق الصحفي وبالتالي الى تزايد المصاعب التي تواجهه الامر الذي اقتضى ضرورة البحث عن المناهج المناسبة لتأهيل كادر إعلامي مؤهل ومتخصص اما حسب الموضوع " رياضة ، اقتصاد ، ثقافة " او حسب الوسلية " صحافة ، إذاعة، تلفزيون ، مواقع الكترونية، مواقع تواصل اجتماعي " او حسب النوع الصحفي " اخبار ، تقارير ، تحقيقات " او حسب الوظيفة " الدعاية ، التحريض ، التنظيم ".
وعليه يمكن القول ان مهمة إيجاد هذه الكادر المؤهل والمتخص هي المهمة الملحة لجميع وسائل الإعلام الأردنية التي يجب ان تتقدم على المهام الاخرى كافة ، نظرا لانه يتوقف على انجازها تحقيق المهام الاخرى كافة .