الحكومة مولعة بالرقمنة فقررت أن تضع كل ثقلها في إطلاق منصات لكل شيء، وبدلاً من دعم الرياديين للقيام بالمهمة باتت تنافسهم وأخشى أن يكون مآل ذلك يشبه الى حد بعيد إدارتها للشركات!!.
لا بأس فيقال في الأمثال «رب ضارة نافعة » وإن كنت لا أحبذ إسقاط هذا المثل على موضوع المقال لكن بلا أدنى شك ان أزمة كورونا كشفت عن إبداع منقطع النظير في قطاع تكنولوجيا المعلومات وأبطاله شبان أردنيون وإمكاناتهم ذاتية.
الأردن ساحة مناسبة لازدهار أعمال شركات ناشئة, وها هي الوليدة الجديدة «تاجركم» التي أسسها شبان أردنيون تطلق أعمالها كسوق الكتروني يسمح بالتبديل والمقايضة والبيع والشراء لتنضم إلى شركات أردنية أخرى مثل «طقس العرب» وموضوع وطماطم الأردنيّة للألعاب وإسناد وكنز وأكثر من مئة شركة رائدة.
كان يفترض بالحكومة أن تشجع هؤلاء أكثر من مجرد الدعم المعنوي فبدلاً من أن تنافسهم في إطلاق منصات بعضها نجح وأكثرها وقع أسيرا لذات البيروقراطية السلبية, كان عليها أن تتبنى إنتاجهم وتخلي لهم الساحة كي يعملوا ويكبروا ودور الحكومة هو التنظيم والرقابة.
نعم أزمة «كورونا» والظروف الصعبة التي نتجت عنها أثبتت تميز الأردن بموارده البشرية الموهوبة وتفوق ريادة الأعمال فيه، وقوة قطاع تقنية المعلومات والاتصالات وهو القطاع الذي لا زال يواجه معيقات كثيرة وها هو التعليم عن بعد لا زال يثير الجدل وكثير من الخدمات الالكترونية في بعض المنصات تفتقر إلى تقديم خدمات تلبي احتياجات المواطن.
هل كان يفترض تركيز كل الجهد لجذب شركات مثل أمازون وعلي بابا وياهو وجوجل وربما فيسبوك وغيرها لإتخاذ الأردن مراكز إقليمية لها, أم دعم إنشاء شركات تنجح وتكبر لتجتذب هذه الشركات العملاقة التي ستتنافس حتماً للاستحواذ على شركات أردنية وصفقة مكتوبة و ضخمة في البال؟.
لم تكن لشركة ياهو مكاتب في عمان عندما قررت شراء موقع مكتوب التي أسسها أردنيان, وأمثلة أخرى لصفقات مماثلة هي من دفعت تلك الشركات العملاقة لتجد لها موطئ قدم هنا في عمان.
نقرأ هذه الإنجازات المذهلة بينما تداهمنا الأخبار بأن 27% من شركات «تكنولوجيا المعلومات» تعاني مشكلة في دفع رواتب الموظفين 47% من الشركات تطلب اعادة هيكلتها و38% غير راضية عن برامج الدعم التي قدمتها الحكومة لها خلال أزمة كورونا, و25% لديها مشكلة في الشيكات المرتجعة.
(الرأي)