*ذكرني توجه الصديق العزيز معالي الدكتور توق نحو معايير أكثر عدلاً في القبول الجامعي، ذكرني بأمرين:
الأول: ذلك التقرير الصادر عن مؤسسة كارينجي في مزايا التعليم الجامعي الأمريكي، بحيث أسرت ثلاث مزايا:
- تميزّ في الحرية الأكاديمية في التدريس من جانب الأستاذ والطالب، كل في حرية أكاديمية يسبحون، فلا تفرد أمام الإبداع والتجديد.
- عمق في البحث العلمي، من الأستاذ والطالب، سواء أكان البحث لغايات الترقية أو النجاح في المساق أو لخدمة المجتمع.
- نظام كفوءٌ للقبول الجامعي، لا يكتفي بامتحان واحد، بهدف اكتشاف الطالب نفسه لقدراته وميوله و وتطالعاته.
*أما الأمر الثاني، فذلك القرار أو التوصية أو التوجه، سمّةِ ما شئت، الذي صدر عن (مؤتمر التطوير التربوي الأول 1987)، حيث أكد ذلك القرار أو التوجه نحو أمرين أيضاً، وهما:
-وحدة المنهاج الدراسي، وتعدد الكتاب المدرسي.
-دعوة الجامعات الأردنية لتطوير اختبارات قبول إضافة لامتحان (شهادة الدراسة الثانوية العامة) وبنسب مناسبة.
-أما تعدد الكتاب المدرسي، فقد تبيْن أن الأردن يفتقر إلى مؤسسات أكاديمية/ علمية تعنى بالاستثمار في هذا الجانب، وطوى الزمان ذلك التوجه.
*وأما تطوير اختبارات قبول جامعية، فقد دعتْ وزارة التربية والتعليم ممثلين عن الجامعات الأردنية بشكل رسمي، في مجالات العلوم الطبية والهندسية والعلمية والإنسانية والأعمال، لاجتماع لبحث الفكرة، وإمكانية وضعها موضع التنفيذ، وأن الوزارة، لا الجامعات، ستوفر جميع المتطلبات اللوجستية والمالية اللازمة لذلك، وأن المأمول أن تقوم الجامعات الأردنية بدورها العلمي والعملي والفني في إعداد تلك الاختبارات.
وبعد حوار طويل، ونقاش معمقّ، ومحاولات لتحفيز ممثلي الجامعات الأردنية لقبول المبدأ، إلاّ أن المفاجأة كانت (الرفض الجماعي والتام) لتحمّل هذه المسؤولية، وأن الجامعات تفضل التركيز على جودة التعليم، ورفع مستوى الأداء فيه، والوصول إلى النواتج الأفضل في المخرجات، وطويت هذه الصفحة أيضاً ولم تعد مطروحة للبحث.
*أن التوجه الذي ذهبت إليه وزارة التعليم العالي، ومجلس التعليم العالي، بقيادة الأخ العزيز أ.د يحي الدين توق هو خطوة في الاتجاه الصحيح، ومع أنني أطلعت بشكل عاجل على عناصر المشروع، إلا أن مناقشته لابد وأن تكون على مستوى عالٍ من البحث، والحوار الجّاد، والتصميم على الخروج بمصفوفة رصينة تضمن إيجاد نماذج اختبارات للقبول الجامعي تراعي، قدرات الطلبة واستعداداتهم الدراسية، ورغباتهم وميولهم... الخ.
* أتمنى أن تنجح هذه المحاولة، كمشروع تربوي وطني يلبي طموحات طلبتنا، مع التحية للأخ الأستاذ الدكتور توق وفريقه.