رغم ما يشاع عن الأردنيين، وما هو هو معروف عنهم بين الشعوب الأخرى، بأنهم شعب لا يحب الضحك، ولا الدعابة، وهو شعب دائم الكشرة، وكما يقول المثل الشعبي ْشعب ما بيضحك للرغيف السخن ْإلا أن هذه الاعتقادات غير صحيحة، لكون أبناء الأردن يطلقون النكتة حتى في أسوأ الظروف.
ورغم ما حل بالمواطن الأردني، أسوة بالشعوب الأخرى في ظل جائحة كورونا، والتي باتت تهدد سكان الأرض بعد انتشار هذا الفيروس القاتل، ووفاة وإصابة للملايين من البشر في مختلف دول العالم، منذ ظهور هذا المرض أواخر العام الماضي 2019 وحتى الآن، إلا أن النكتة باتت حاضرة بقوة بين أبناء الأردن.
وكأن لسان حالهم يقول إن كثرت همومك، غنيلها كما يقول المثل الشعبي، رغم ما لحق بهم من ضيق الحال، وفقدان الكثير من المواطنين أعمالهم سواء داخل المملكة، او خارجها، وذلك بسبب هذه الجائحة، والتي أعادت العالم إلى الوراء عشرات السنين، بعد ارتفاع نسب الفقر والبطالة.
ورغم كل هذه الأمور، ورغم الحال الذي وصل إليه عشرات الآلاف من المواطنين في المملكة، من انخفاض لمستوى المعيشة، وعدم وجود مصادر للدخل لدى معظم الأشخاص، وبخاصة ممن يعملون على نظام المياومة، او أولئك الذين أغلقت مؤسساتهم أبوابها، وذلك بسبب الوضع الوبائي في المملكة كجزء من دول العالم، الا أن النكتة حاضرة في زمن كورونا.
مطلقو النكتة وخاصة في الأردن، ونحن نعيش في زمن كورونا، وضعوا لأنفسهم سقوفا عالية، بل أنهم أحياناً تجاوزوا كل السقوف عند إطلاق أي نكته لتشمل الكوادر الطبية، والتمريضية، كما شملت أحياناً أخرى الأشخاص بمختلف مناصبهم، والأماكن التي انتشر فيها الوباء في المملكة، وكذلك المناسبات الاجتماعية التي ساهمت في انتشار فايروس كورونا، ومن خالط أي شخص من المصابين مثل عرس اربد، وعرس ماركا، وموظف الصيدلية، وحفلات التوجيهي، وممرضة البشير، وعدد من سائقي الشاحنات، والمراكز الحدودية، واصابات غور الصافي، وبخاصة تلك التي خالطت ألف شخص، وذلك بعد زيارتها لبيوت العزاء والفرح، وغيرها الكثير والكثير من الحالات.
مثل هذه المواقف، والتي نتج عنها تسجيل الحالات في مرض كورونا، وجدها بعض الأشخاص ممن يطلقون النكتة في الأردن مادة دسمة لإطلاق النكات، من باب الترفيه عن أنفسهم أولا، وعن المواطن الأردني والذي وصل إلى مرحلة لا تطاق بعد عمليات الحظر الذي استمر قرابة ثلاثة أشهر بسبب جائحة كورونا، ليجد نفسه معزولا عن العالم فجأة، ويجد بعض الأشخاص أنفسهم حتى دون مصدر للدخل.
ومن هنا فقد وجد المواطن الأردني، في إطلاق هذه النكات، متنفسا له في زمن كورونا، بعد أن أصبح لا حول ولا قوة له، في زمن انقلبت فيه جميع أمور الحياة رأسا على عقب.