اتفاق الفصائل الفلسطينية على خطة استراتيجية جديدة في التعامل مع القضية الفلسطينية هو انجاز تاريخي لا يجوز التشكيك فيه.

لأول مرة يتفق الأمناء العامون للفصائل الفلسطينية على نهج جديد في ممارسة النضال السلمي والمسلح دفاعاً عن ارض محتلة من العدو الصهيوني.

ومع الأسف ما ان أُعلن عن هذا الاتفاق التاريخي حتى انبرت بعض الأقلام العربية تشن حملة على السلطة الفلسطينية وبالذات على رئيسها محمود عباس في لحظة تثير الشبهات.

لم يعد مقبولاً ان ننكأ الجراح بالحديث عن اتفاقية "اوسلو" وانها كانت خطأً تاريخياً أباح "التنازل" غير المبرر.

اتفاقية "أوسلو" انتهت وقد تمت بتشجيع أيضا من اطراف عربية لا يجوز ان تظل كقميص عثمان تلوكها الالسنة.

أما الغريب والمستهجن فأن ينبري احد الأكاديميين العرب الكبار بالنيل من تراث الراحل ياسر عرفات والرئيس الفلسطيني محمود عباس على نحو استفزازي بشع كوصف "ابو عمار" بأنه "كذاب اشر" وكذلك الرئيس "ابو مازن".

كلنا نعترف بأن هناك أخطاء وقعت فيها السلطة الفلسطينية منذ الراحل عرفات وانتهاء بمرحلة الرئيس محمود عباس. اليوم تم تجاوزها ومن هنا فالهجوم على السلطة في هذه اللحظة التاريخية لا يخدم القضية الفلسطينية. لا يجوز اغتيال "الحلم الفلسطيني" على هذا النحو المشين. محمود عباس ليس خائناً للقضية الفلسطينية. أصاب هنا وأخطأ هناك، هو ليس ملاكاً! ومثله الراحل ابو عمار.

الرئيس محمود عباس أقسم بأنه لن يُنهي حياته عاقاً لأقدس قضية، أقسم ان لا يتخلى عن القدس الشرقية والا يقبل صفقة القرن مقابل المليارات من الدولارات. لماذا -اذن- هذا "التجريح" الذي يضر بالقضية؟