لعل المزاج السلبي التراكمي لدى الأغلبية في الأردن، وتشكيل رأي عام ساخر وهادم لا يصب أبداً في مصلحة الشعب الأردني، ولا الدولة الأردنية، فما تم من هجوم على طبيب خلال اليومين السابقين، لا يستفيد منه أحد؛ فهذا الطبيب مسؤول عن ملف كورونا في وزارة الصحة ودوره فني علمي بامتياز، وهو ليس ناطقاً إعلامياً لهذا الملف، فإذا أخطأ الرجل في القياس أو التشبيه، فهو لا يستحق هذا التنمر على مواقع التواصل الاجتماعي، لكنها السلبية التي تهدم ولا تبني، ولست بموقع الدفاع عن المسؤول أو الشخص فهي ليست مهمتي، لكن الأمر يتطلب منا أن ندرس هذه الحالة، وأسبابها، وتداعيتها لتعظيم بناء هذا الوطن الغالي، فالقراءة الأولية لأسباب هذه الظاهرة في المجتمع الأردني تبين لدينا التالي:

1- دور مواقع التواصل الاجتماعي في بناء الرأي العام.

2- حالة من السلبية العامة تسود المجتمع الأردني.

3- انعدام الثقة بين المواطنين والمؤسسات والعاملين فيها.

4- ضعف أداء المؤسسات العامة وإدارة مواردها البشرية.

5- انحسار التيار الإيجابي ولجوؤه إلى الصمت.

6- هروب الكفاءات عن أداء مهاماتها في القطاع العام.

أمام هذه الخلاصات يزيد العبء على مؤسسات الدولة المختلفة لمحاربة هذه الظواهر من خلال المؤسسات المعنية، لأن السكوت في مثل هذه الظروف، يسوقنا إلى واقع أكثر سواداً، كما أن المؤسسات العلمية وخاصة الباحثة منها في علم الاجتماع والسياسة والإعلام مطالبة بإجراء الدراسات العديدة لتحليل هذه الظاهرة والتعرف عليها عن قرب بشكل علمي مع تقديم اقتراحات وسيناريوهات متعددة ومتكاملة للتغلب على هذه المشكلة.