تعتبر وزارة الصحة من أهم وأخطر الوزارات في كل دول العالم ، لانه لا معنى للدولة بدون مواطن يتمتع بالصحة في شتى جوانبها حيث أن المواطن اهم ركن في الدولة ( شعب وأرض وقيادة وقانون ) فما قيمة الأرض بدون أهلها ؟! :
وما حب الديار شغفن قلبي ولكن حب من سكن الديارا
وتتجلى صحة المواطن بقوة بدنه وخلوه من الأمراض ومنع كل ما يمكن أن يسبب له الأذى الفردي والجماعي . ولهذا كانت المطاعيم ، وكانت الأمومة والطفولة والفحص الطبي الدوري والموسمي والتأمين الصحي والاكاديميات الطبية للأطباء والممرضين والفنيين ، وتم بناء المستشفيات والمراكز الصحية. إذن نحن أمام مسألة متفق عليها ولكن السؤال هل هناك ممارسات مضادة لما نريده في صحة الناس ؟ الجواب: نعم . وأنا أتحدث عن بلدي الأردن حيث لدينا شركة لصناعة الدخان المجمع على أنه سبب رئيس للسرطان !! ولدينا تراخيص لاستيراد الدخان !! ولدينا تهريب لتجاوز الرسوم الجمركية . ولدينا تجارة رائجة عبر الأرجيلة التي يزداد عدد تجارها كل يوم ، وتعج بها المقاهي و" الكوفي شوب" !! ولا يبالي التاجر في بيعه الصغير والكبير!! كما لدينا مصنع للخمور " أم الخبائث " مع أن الدستور يقرر أن الإسلام دين الدولة و الخمر ممنوعة شرعا" !! وتطور حالنا حيث كان الأردن ممرا" للمخدرات واليوم صار مقرا" يزرع في أرضه الطاهرة أخبث النباتات بل وصلنا الى زراعتها في " قوارير " البيوت وهذا قول سمعته من مدير مكافحة المخدرات !! .
إن تعاطي الدخان ينتشر بين الشباب الصغار كما ينتشر بين الكبار !! ولو مر وزير الصحة أو وزير التربية أمام باب مدرسة فإنه سيرى ما يفزعه. كما تنتشر المخدرات وبخاصة الحشيش ومن المؤكد أن مجرمين وراء وجود هذه المادة من تجار تعرفهم الحكومة فكيف يستمر هذا الوباء ؟ حتى في النزهات نرى النساء قبل الرجال تنفث دخان الأرجيلة بتبجح وكأنهن يحققن انجازا" مفرحا" !! .
كورونا وباء استنهض العالم فلماذا لا ننهض لحماية شعبنا من السرطان وتصلب الشرايين وتشمع الكبد ؟ لماذا نحرق ما يزيد عن مليار دينار سنويا" ونحن دولة عليها ديون ؟ ألا تشكل صحة المواطن ثروة في بلد يقول صباح مساء " الإنسان أغلى ما نملك "؟! . ان قانون الصحة العامة يمكّن الحكومة من القيام بحملة قانونية كما تفعل الدول المتقدمة بحظر الدخان في الأماكن العامة . هل يمكن أن تصارحنا الحكومة بعدد المدخنين والمدمنين وعدد الوفيات كما تفعل اليوم في كورونا ؟ تعال يا وزير الصحة للجامعة لترى مجموعات من الشباب والشابات و الحشيش بينهم يتطاير دخانه بينما ادارات الجامعات لا تفعل شيئا" اقتداء بالحكومة التي تهمها الضرائب وربما هي مرتاحة لعيش الشباب في التخدير لغرض سياسي مع أن الأردني السياسي ذو مزاج معتدل لأننا نرفض التطرف بكل صوره ؟! .
هب نتحرك للبيئة التي يلوثها مصنع أو سيارة قديمة تنفث في رئة المارة الداء المؤكد!! ألا نرى الحرائق الطبيعية و المفتعلة وما ينتج عنها ؟ في كل صباح هناك من عمال النظافة من يحرق النفايات دون رقيب ولا حسيب .
سؤال للحكومة وكل ذي سلطة :
أين القَسَم الذي أقسمتموه
" وأن اخدم الأمة " ؟؟