في أدب كورونا .. كلام في العظم
م. باهر يعيش
19-09-2020 12:47 AM
في الكوارث عادة؛ تأتي مع بعضها.. الكارثة الأولى تعمل نَشرة بتحركاتها نقف على قدم وساق ضدّها، وإن تبنّت الحكومة الوقوف ضدّها.. ندير لها ولها.. ظهورنا، والعكس.. صحيح.
قصّة من قاع دست.. الواقع في عصر أسميناه (كورونا). أنت لا تضع كمّامة تغطي أنفك وفمك لتحميها من عوائد الوباء اللعين.. «كورونا». تخيّل يا معوّد أنّك تقف في دائرة حكومية في سوق خضار في مقهى من قاع الدّست، أو أنّك ومن واقع الواقع... الواقع؛ عَصّبت أمسكت بتلابيب بائع خضار أو شاورما إلى حد عراك الأنف بالأنف، بائع شكّكت في أنّ لحومه صنعت من دجاج تسعيني، غادر المسلخ منذ الخمسينات، أو أن ناقلها وضعها مكشوفة في صندوق «البكم».. حتّى تتهوّى وسط حرّ قيظ شديد.
نعود للمَشاهد الأولى: تخيّل يا معوّد/ يا.. معودة.. أنّكم تقفون تلتحمون مع حبايبكم في صالة ضيقة دخلتموها من وراء ستار؛ احتفالا بالمحروس بالمحروسة، أنجالكم أنجال أصحابكم جيرانكم أو قرابة من بعيد من الشارع المقابل في المدينة المقابلة، أو أنّكم يا شباب تتجمعون كتفًا بكتف وأنفًا بأنف على الرّصيف أمام محل فيه قعده ناعسة بل صاخبة، أو كوفي شوب فيه صرعات، انتظارًا لمقعد بخلو رجل، تجلسون عليها حضنًا بحضن، وجهاً لوجه...تمامًا كما في بسطة الخيار الكل فوق الكلّ....
تخيّلوا سادتنا في تجمّعاتكم في بيوتكم في جلساتكم...كلّ قريب حبيب لا يشعر بالمودّة بالأهمية إلّا إذا حشرت رأسك في أنفه. عكس ذلك سيكون.. الجفاء الخصام و ما صنع الحدّاد. من المشاهد جميعها ومن مشاهدة من يراقبون التقيّد بالتعليمات لمنع انتشار الوباء وهم لا يضعون كمامة أو يضعونها في دلال تسحل حتّى دون الخصر...تخيّل يا معوّد/معوّدة... أن وحداً/واحدة من الأصحاب الأحباب الأقرباء الذين ستلتهم وجناتهم تمسح بأنفك أنفوفهم/أنوفهنّ... (مصاب «بالوباء») وهو لا يدري، أو أنّ من تعاركت معه من تدافعت معه لسباق في دور على رغيف أو حتّى ألف دينار.. يحمل الوباء.. عافانا الله.
ألمشهد التالي: تدخل بيتك أنت فيه آمِن وأنت موضع أمان واطمئنان الجميع. أطفالك أبناؤك زوجتك أخواتك إخوانك والختياريّة والدتك ووالدك... يقبلونك هم مشتاقون إليك.. أنت أمين آمِن يطمئنون منك وإليك. تنقل إليهم سُمًا زعافًا؛ فايروسات التقطتها برضاك بتهاونك !!.
المشهد التالي: البناية بأكملها معزولة... أنت في الحجر كذا أحبّاؤك، الخوف على الختياريّة، من ربّوك حملوك تعبوا سهروا الليالي لتكبر وتنتج؛ لتصبح أبو علي.. أنكر ونكير في لباس أبو زيد الهلالي العصر. سنكتفي بهذا القدر لندعوا الله للجميع بالسلامة وأن لا تكون... نكون من هؤلاء ولا هؤلاء.
هي كمّامة سعرها لا يزيد على خمسة عشر قرشا، تضعها على أنفك وفمك تمنع عنك العدوى، تمنع نقله لأحبّائك سعر رخيص لدرء داء مصاب رهيب. هو تباعد جسدي بينك وبين صديق رفيق أو غريب، والتباعد الجسدي لا يفسد للودّ قضيّة، هو الامتناع عن حضور دور العزاء والأفراح ومجالس الأنس ومتاهات الانتخابات، ففي حيّنا؛ التّأييد بالإنتخابات.. بحجم القبلات!.
(الرأي)