التعددية من تحمي بيت القرار
د. حازم قشوع
18-09-2020 03:25 AM
يتميز المجتمع الاردنى عن غيره من مجتمعات المنطقة
بسقف الحريه والنهج الديموقراطي ومناخات التعدديه ، وهى السمات التى من المفترض ان تكون انعكست على الاعلام ومناخاته ، حيث يتم استثمار هذه السمات لتكون فى خدمة بيت القرار فتقوم على ايجاد ثلاث تشكيلات مهمه ، منها من يسبق القرار وفيها يصاغ القرار ومن خلالها يصان القرار ،
فان التعدديه وحدها قادره على تشكيل مجموعة اراء موضوعيه يمكن اختيار واحده منها او تشكيل صيغ جديده تكون محصله فى صياغة القرار ، كما ان التعدديه يمكن تحويلها الى منهج ديموقراطي يمكن اتخاذ القرار عبره من خلال احكامه التى تقوم على الاحتكام للاغلبيه او للمرجعيه فى احكام اخرى ، كما صيانه القرار ومناخات حمايته لا تتاتى الا من خلال حماية الراى الاخر لبيت القرار ، لذا كانت منظومه العمل التى تقوم على جملة التعدديه والحريه والديموقراطيه هى المنظومه التى ميزت شعبنا وامتاز بها .
من هنا تاتي قوه المجتمع ومن على هذه الارضيه تنطلق رسالته ، وهى التى تجمع فى الغالب ما بين الموقف الرسمي والتطلعات الشعبيه من حيث التباين ، كما تجمع بين مكنون الحقيقه ومضمون الانطباع فى الاطار الموضوعي ، وهى التى تشكل فى ذات السياق عنوان الجمله السياسيه فى بيت القرار والتى تتكون من زاويه مصلحه المجتمع وان كانت تغلف بغلاف مشاعر المجتمع حيث تتشكل الحواضن بشجون ابناءه ، فان التعدديه شكلت دائما ارضيه التضاد التى تشكل منها الكون بموجوداته ، ومناخات الحياه للانسان وطبيعته خلقه ، لذا كانت دائما البيئه الافضل لمعيشته ولممارسته نشاطه .
فان البيئه الافضل لتحقيق درجة الامان للمجتمع لابد ان تنطلق من الاصل المبني عليه الوجود القائم على التضاد لذا كانت مسالة تباين الاراء فى المجتمع تشكل الاصل والاختلاف وهو الطبيعي وكما ان الاستثناء يقوم على الاحاديه فى الشكل والمضمون وهذا مرده لاختلاف زاويه النظره للامور كما للقضايا ، وان خير الاحتكام يكون للاغلبيه او للمؤسساته الدستوريه والقانونيه ، لذا كانت التعدديه من تحمي بيت القرار وتصونه ، فكلما كانت الحريات مصانه ووسائل التعبير محميه تعزز مكانة بيت القرار وكانت دوائر تاثيره اوسع وعمق اثره اعمق ، وهذا ما يعزز من درجه المنعة للمجتمع ويقوى من نسيج روابطه بما يقويها يجعل منها ذلك الدرع القادره على التصدى لكل التحديات مهما عظمت .
والاردن هو يواجه تحديات داخليه صعبه تقوم معادلتها
بين الوباء والاقتصاد واخرى خارجيه تقوم على حمايه مصالح الدوله بامنها واستقرارها بموازات الظروف الاستثنائيه
لقضايا مركزيه من الاحداث تاثر على اجواء المنطقه برياح فيها من التجويه من يرسم صور جديده لم تكن قائمه وفيها من التعريه ما يكشف اللثام على وقائع لم تكن ظاهره ، وفى المحصله يقتضى التعاطى معها فان العمل على تعزيز مناخات التعدديه وابراز الصوره الديموقراطيه والحزبيه سيؤدى الى حماية بيت القرار من هذه الهزات الجسام ، ما يمكن الاردن للانتصار على هذه الظروف الصعبه والاستثنائيه ، وهذا دائما شكل وسيشكل مكمن الاراده الواثقه من حتميه الانتصار.