رقمنة الشباب وفيروس كورونا
د. ثابت النابلسي
18-09-2020 12:47 AM
هل شبابنا قادر على مواكبه الموجة القادمة من الرقمنة العالمية ، تعبتر لغة التكنولوجيا الإلكترونية متطلب أساسي في خوض معركة البقاء فيالمستقبل ، فكل ما يدور في فلك الحكومات هو مخرجات الشركات العملاقة « الإمبراطوريات المخفية « والتي تتواجد في منظومة الحياةوباشكالها المختلفة ، بنوك عالمية أو شركات عابرة للقارات أو مؤسسات عابرة للحكومات المحلية ، وشركات الإتصالات والتكنولوجيا ،وغيرهاالعديد من الهيئات المخفية .
DNA الرقمي للشباب ...
من يصنع هذا المركب الرقمي الجديد لمجتمعنا ، بالتاكيد يعلم أنه سيحصل على نتائج تخدم مصالحه وسيدعم باستمرار التحسينات اوالتعديلات الجينيه لتخدم مصلحة صناع القرار في تلك الامبراطوريات .
أين هي اللغة الانجليزية من الرقمنة ...؟؟
مهم جدا ان نتعرف على أهمية اللغة الإنجليزية كاداة مهمة في عالم أصبح كله يتحدث ضمن لغات برمجية مختلفة ، لقد تم تكييف كلإحتياجات الناس بحيث تصبح مجبرا على إستخدام الخدمات الإلكترونية والمقدمة منهم ،فمثلا لابد ان تختفي العملات الورقية ويصبح لديالجميع حسابات بنكية وبطاقات الدفع الإلكترونية، واستخدام الإنترنت الذي لم يعد يصنف ضمن الكماليات بل تصدر رأس القائمة لديالأغلبية ، لارتباطه بكل العمليات الأساسية للناس أجلًا ام عاجلا .
الشباب بين مستهلك ومنتج في عالم الرقمنة..
حيث أن متطلبات التفاعل مع المستويات الجديدة من الرقمنة لحياتنا اليومية ، فكما أسلفنا فإن الأكثر قدرة على التفاعل الإيجابي هم منيمتلكون اللغة الإنجليزية ولديهم مهارات عالية في طرق استخدامها وهم نسبه بسيطه جدا وتفتقر للحصول على الفرصة في صناعة المستقبلفي ظل وجود عمالقة صناعة المنتج الرقمي ، رغم أنهم الاقدر على التعامل مع لغة العصر الجديد فدخول إنترنت الاشياء والمعاملات الماليةوالحكومات الإلكترونية والامور كلها تخضع لنظام عالمي جديد كليا من حيث المدخلات والمخرجات ، وهذا كله سيؤدي الى ان هناك وظائفستختفي وايضا جديدة ستظهر ومتغيراتها ، في حين ان الثابت الوحيد الذي نعاني منه لدي شبابنا وهو ضعف اللغة الانجليزية والرقميةوبالتالي البقاء في صفوف المستهلكين للمستقبل اكثر من كونهم صانعيه .
ماذا تريد الإمبراطوريات المخفية ؟
غير مقنع ان يكون كل ما نعيشه اليوم قد تم التخطيط له بكل إتقان لخدمة مصالح القوي الخفية ، لكن مقنع جدا انهم استثمروها واستغلوهاكل ليحققوا أفضل النتائج ، فيكف يتم تحريك الأحداث بكل إحترافية وبشمولية عالمية ، يجعلك اكثر إدراكًا لما هو قادم من كارثة او كابوسيمكن ان نطلق عليه عملية إعادة لبرمجة للشعوب عالميا ، هنا يتدخل بقوة النفوذ لإعادة تقديم صياغات جديدة للمستقبل ، مستهلكين ومنتجينوسيطرة عالمية على المال والأعمال وإخضاع السياسة والسياسيين وإعادة ضبط إيقاع الحياة في المجتمعات بحيث تكون كل المعطياتتشكل صيغة المستقبل بدون مخاطر او غيرها.
الشباب والشابات في أحسن الأحوال قد يكونوا مستهلكين من وجهة نظر المنتج ، لكننا في تحد حقيقي لإعادة بناء إقتصاد المعرفةوالاستثمار في شبابنا ليكونوا قادرين على مواكبة متطلبات الحياة المستقبل ولكن منتجين أيضا، البرمجة والرقمنة هي لغة عالمية جاءتضمن إستراتيجية للسيطرة واليوم تخدمها الظروف في مختبرات فيروس كرونا العالمية .
الدستور