facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




اشجارنا الباسقة .. والمدافئ !


09-06-2007 03:00 AM

بدأ فصل الصيف بعد شتاء استثنائي من حيث بروز ظاهرة خطيرة جدا اخذت تتبلور للمرة الاولى مع شتاء هذا العام الذي جاء باردا بصورة ملفته ليكون الشتاء الاول الذي تظهر فيه ظاهرة من هذا النوع. مع ارتفاع اسعار زيوت التدفئة وخاصة الديزل والكاز، اخذ الناس بالعودة الى استخدام الحطب لاغراض التدفئة، وكما نعلم فأن للحطب مصدر واحد هو الاشجار، والتي هي ايضا للأسف محدودة حيث تغطي الصحراء العارية جزء ليس يسيرا من بلادنا. ان المشكلة هي ان الاشجار اما مزروعة على اراضي الدولة أي ملكية عامة للمجتمع الاردني او انها مزروعة على اراضي خاصة مملوكة للناس، وفي كلتا الحالتين الحصول عليها لا يتم الا من خلال سرقتها تحت جنح الظلام.، وهذا ما يتحدث عنه الناس في مختلف محافظات المملكة. لقد كنت قبل اسابيع في احدى محافظات الجنوب وسمعت من الناس الكثير من الاحاديث حول سرقة الاشجار وتقطيعها لاستخدامها في التدفئة حيث يتوفر الان في الاسواق مدافئ لهذا الغرض. وقد ابلغني العديد من الاشخاص الذين يدركون خطورة هذه الظاهرة ان بعض الاماكن التي كانت تغص بالاشجار البرية الباسقة اصبحت اشجارها اثرا بعد عين.. وذلك بعد ان تم قطعها واستخدامها كوقود للتدفئة... وفي الحقيقة تمت سرقتها تحت جنح ليالي الجنوب الباردة لتتحول الى دفء غير مشروع في بيوت سارقيها.

ان قطع الاشجار وسرقتها لا تنحصر فقط في الاشجار الموجودة على سفوح الجبال وقيعان الاودية بل تتجاوز ذلك الى قطع الاشجار وسرقتها من بساتين المواطنين وحتى حدائقهم المنزلية مما يعني اننا امام مشهد مخيف الى حد الصدمة.. فقد اعتاد الناس على اخفاء ممتلكاتهم المنقولة خشية سرقتها من ضعاف النفوس اما ان يتحتم على المواطن الان من اجل المحافظة على ممتلكاته ان يخفي اشجار الزيتون والتين والخوخ خوفا عليها من السرقة فتلك مصيبة.. لا بل هي ام المصائب. ان البعض لا يدركون معنى وجود هذه الاشجار..

لقد كانت هذه الاشجار شامخة على قمم الجنوب وفي وديانه لعشرات السنين وربما لأكثر من مائة سنة، اما الان فقد اخذت بالإختفاء التدريجي لتصبح رمادا بعد عقود طويلة من الشموخ والانفة وممارسة فعل الكبرياء...

لقد اصبح واضحا من نظرة سريعة لهذه المعطيات ان معدل إستنزاف الأشجار واستخدامها في التدفئة اذا ما استمر على هذه الوتيرة فسنصبح بلدا عاريا من الخضار خلال عدة سنوات ونحن نعاني اصلا من مشكلة زحف الصحراء على المناطق الخضراء منذ سنيين عديدة حتى مع الجهود المضنية التي قامت بها الدولة وبعض مؤسسات المجتمع لزراعة الاشجار وصيانتها.

ان وزارة الزراعة ومديرياتها في المحافظات مدعوة لدراسة هذه الظاهرة الخطيرة ووضع حلول عاجلة تحافظ على معادلة التوازن البيئي الضرورية لإستمرار الحياة، وقد يكون جزء من هذه الاجراءات السعي الى تفعيل قوانين حماية الاشجار ان وجدت او وضع قوانين صارمة تجرم من يقطع الاشجار ويعرض الامن البيئي للمجتمع الى مخاطر مميتة.
qatamin8@hotmail.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :