الجامعة الأردنية في مذكرات الدبلوماسيين الانجليز
أ.د. سعد ابو دية
16-03-2010 04:49 AM
زيارة السير دوجلاس فيل:
في عام 1961 بدأت أحاديث حول تأسيس الجامعة وكانت أول خطوة إيجابية في سبيل تأسيس الجامعة هي زيارة وفد بريطاني يرأسه السير دوجلاس فيل Douglas Veale من جامعة أكسفورد لكي يبحث وينصح.(الواقع ان الحديث بدأ مع عهد المغفور له الحسين .كان الحديث عام 1954 ولدي الدليل على ذلك. كان الحسين مهتما بالإعلام والتعليم والطلاب الذين كانت تتلقفهم الأحزاب))
زيارة وفد من الأردن:
في عام 1962 زارت بعثة أردنية بريطانيا والدنمرك والولايات المتحدة.. وفي أيلول 1962 تم اتخاذ قرار تأسيس الجامعة. وبسرعة بدأت التعليم في كانون الأول من نفس العام.
سرعة اتخاذ القرار:
اتخذ قرار التأسيس والتدريس بسرعة وهذا اثر على صورة الجامعة فهي ورثت عمارة من وزارة الزراعة والتحق الطلاب في وقت متأخر من السنة الأكاديمية ومنذ ذلك الوقت حاولت الجامعة أن تعوض إذ تم بناء مدرج واستكمل بناء عمارتين وبلغ عدد الطلاب (449) منهم (132) طالبة، وكانت الجامعة جادة في مسموعاتها العلمية ومن 167 طالب سجلوا في اول سنة ظل منهم 59 فقط في السنة الثالثة... وفي هذه السنة (يقصد 1965) يتم افتتاح كلية التجارة. كان عدد الطلاب 167 في كلية الآداب في أقسامها المختلفة العربي، الإنجليزي، التاريخ والآثار والجغرافيا والاجتماع والفلسفة والتربية وعلم النفس.
دور بريطانيا:
من البداية كان لبريطانياً دوراً في هذه المنشأة enterprise. ومن إسهامات بريطانيا الكبرى محاضران متفرغان في دائرة اللغة الانجليزية مرسلان من المجلس البريطاني. وكان هناك تعاون مع مجلس الجامعة وعلى سبيل المثال:
السير جون مورسون Marrison من كلية تشرشل/كامبردج كتب تقريراً عن برنامج الجامعة في تشرين الثاني 1963.
البروفسور هاسال/C.H. Hassal من جامعة ويلز كتب تقريراً في تشرين الثاني 1964 لتأسيس كلية العلوم. وعندها قدمت بريطانيا مساعدات بطرق مختلفة صغيرة منها:
تقديم كتب على شكل هدايا جميلة من مكتبة المجلس الثقافي البريطاني.
أرسلت بريطانيا على حساب المجلس مهندساً ليدرس تصميم بناء مكتبة ومختبرات في جامعات بريطانيا.
دعوة عميد كلية الآداب وأساتذة من دائرة اللغة الانجليزية لزيارة بريطانيا. أول تعيين في كلية العلوم كان لدكتورة خريجة جلاسكو (اسكتلندا) كيمياء وآخر أردني في كلية الآداب كان يدرس في سان اندروز.
إسهامات أخرى:
قدمت بريطانيا إسهامات أخرى إذ طلبت الجامعة ثلاثة طلبات الأول أربعة مدرسين في اللغة الانجليزية، وطلبت ثلاثة متطوعين يدرسوا السنة الأولى انجليزي، وقدمت خطة لكي يدرس طلاب السنة الثالثة انجليزي في بريطانيا ولقد استجاب المجلس الثقافي البريطاني للطلب الأول والثاني، وبالنسبة للطلب الثالث كتبت السفارة لبريطانيا من أجله.
موقع الجامعة:
تشغل الجامعة (300) هكتار في منطقة شجرية جميلة وعلى بعد خمس اميال من عمان وعلى نفس الطريق الرئيسي
الافتتاح
في رسالة طويلة جداً وسرية صادرة عن السفارة البريطانية من عمان أرسل (باركس) يوم 29/نيسان 1965 إلى الخارجية البريطانية هذه الرسالة متحدثاً بتفاصيل دقيقة عن افتتاح الجامعة الأردنية.(كان قد مضى على التدريس ثلاثة اعوام)
بدأها بعبارة المجاملة في عالم الدبلوماسية إنه لي الشرف أن أكتب أن الملك حسين افتتح في يوم 19/ نيسان 1965 الجامعة الأردنية التي منحته في نفس اليوم دكتوراه فخرية وكانت أول دكتوراه تمنح من الجامعة.
الجامعة فخورة بانجازاتها:
إن الجامعة فخورة بانجازاتها وأنها مستقلة عن وزارة التربية والحكومة وهذا تم تأكيده في الإرادة الملكية التي صدرت لتأسيس الجامعة. يرأس رئيس مجلس الأمناء سمير الرفاعي، رئيس وزراء سابق وله مقدرة ability وطاقة energy وتأثيرinfluence وهناك رئيسا وزارة في المجلس وهكذا فإن هذه أقوى جماعة في الأردن.
في عام 1963 كتب (موريسون) أن الجامعة معهد مستقل لا علاقة له بالسياسة ومستقل. ولا شك أن استقلالية الجامعة دعمها مجلس الأمناء القوي.
الجامعة والسياسة:
إن الجامعة بعيدة جغرافياً عن العاصمة ولذلك فإن الطلاب ما زالوا بعيدين عن المظاهرات السياسية. لكن بعد تردي العلاقات بين ألمانيا والعرب فإن الأجواء كانت ضد ألمانيا في الأردن، ومع ذلك استمر السير كورن Korn مدير معهد جوته (الألماني) في محاضراته خلال الأزمة.
ملاحظات أخرى:
إن الأردن صغير وفقير وهناك رأي ينتقد تأسيس الجامعة على أساس مالي ولكن هذا النقد تلاشى وتحمس الأردنيون للجامعة.
أثبت مجلس أمناء الجامعة انه قوة كبيرة في استقطاب الاستثمارات المالية وبعيداً عن الدعم الأمريكي والدعم البريطاني وموضوع المحاضرين غير المتفرغين من المجلس الثقافي البريطاني ومن جوته والمركز الثقافي الفرنسي فإن مجلس الامناء استطاع إحضار مبلغ مالي (من ستة ارقام أو خمسة) من الكويت ومؤسسة فورد وجلبنكيان Gulbenkian وشركة الأسمنت ومصفاة البترول وفي حفل الافتتاح فإن بنكياً أردنياً كبيراً بعد خطاب حماسي تبرع ببناء جناح كلية التجارة.
فوائد أخرى:
يمكن أن يكون في تأسيس الجامعة فائدة أخرى غير مالية لبريطانيا التي كانت من تأثيرات خريجين تلك الدول العربية مثل مصر وسورية والعراق وكانوا ضد الغرب. لا شك أن الجامعة الأردنية سوف تكون معتدلة ومستقلة مثلها مثل الجامعة الأمريكية وهذا ينعكس في أداء خريجيها الذين سيذهبون إلى مناطق حساسة في الخليج والسعودية وليبيا (كانت ملكية) ومن هم مثلها...
ولا شك أن البعض سيحاول اختراق الجامعة الأردنية ولكن (باركس) واثق أن الأردن سيقاوم تدخل الشيوعيين ومصر.
وإذا استمرت الجامعة فإنها سوف توفر فرص تدريب وتوظيف في الداخل والخارج وسيكونون نموذجاً جيداً بين العرب ... وسوف تكون (الجامعة شيئاً يفخر به الأردنيون كإنجاز أصيل وطني.
طلب السفارة الدعم:
تطلب السفارة الدعم من الخارجية البريطانية للطلبات التي ذكرت في هذه الرسالة. أرسلت نسخة من الرسالة للسفارة في البحرين والقاهرة ودمشق وجدة والكويت والقنصلية في القدس ورئيس القسم الإنمائي في بيروت.
المستقبل:
يمكن أن تساهم الجامعة في بناء مستقبل اقتصادي مفيد للأردن ويمكن أن يصدر الأردن خريجين مؤهلين. هناك (1000) أردني يدرسون في الكويت ولهم تحويلات مالية .. وهكذا فإن الجامعة المحلية تفيد في تزويد الأردن بكفاءات وتصدير هذه الكفاءات كما أنها سوف تساهم في تخفيض عدد الطلاب الذين يدرسون في الخارج من الأردن.
abudayeh@hotmail.com
خاص ب عمون .