الرفاعي .. تفاؤل يثير الدهشة
فهد الخيطان
16-03-2010 04:11 AM
** وسط شعور عام بالاحباط رئيس الوزراء يتوقع خروج عملية السلام من النفق
وسط شعور بالاحباط من امكانية تحريك عملية السلام في المنطقة ينفرد رئيس الوزراء سمير الرفاعي باعلان مفاجئ عن تفاؤله بالخروج من "النفق" الذي دخلت فيه عملية السلام منذ سنوات.
تفاؤل الرفاعي يثير الدهشة وكان بودنا جميعا ان نتشارك معه الأمل فما من احد يريد ان تستمر معاناة الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال يوما اضافيا, لكننا لا نجد من المعطيات ما يجعلنا نرى بصيص امل في نهاية النفق الا اذا كان لدى الرئيس من المعلومات ما يجعله واثقا من اقتراب الحل.
هذا ليس موقف الرافضين للسلام او المعارضين للاتفاقيات مع اسرائيل فحسب انما القوى المؤيدة للعملية السلمية وتلك التي انخرطت في المفاوضات منذ 20 سنة واكثر الاطراف تشاؤما اليوم هم قادة دول الاعتدال العربي الذين باتوا يشعرون بان اسرائيل لا تريد السلام وتتجه الى التشدد اكثر فأكثر.
لم تغب هذه الرؤية عن الرفاعي فهو وان كان لا يرى خيارا للعرب غير السلام فانه يخشى من كارثة مقبلة على المنطقة "اذا لم يتم احراز تقدم في العملية السلمية" .
واعتقد ان في المقاربتين "التفاؤل" و"الكارثة" شيئا من المبالغة. فقد تفاءلنا كثيرا من قبل لا بل وافرطنا في التفاؤل ولم يحصل تقدم وتشاءمنا مرات عديدة في السابق وحذرنا من كارثة لكنها لم تقع بالمعنى الدراماتيكي المقصود.
المحللون يميلون الى مقاربة ثالثة اكثر واقعية مفادها ان السلام بعيد المنال في المنطقة والحرب الشاملة مستبعدة, المرجح هو ان الصراع سيستمر باشكال مختلفة يتصاعد تارة ويأخذ شكل المواجهة العسكرية ويهدأ تارة اخرى ويتخذ طابعا دبلوماسيا. وفي الحالتين اسرائيل هي المستفيدة فحالة اللاحرب واللاسلم الى جانب الموقف العربي التقليدي المتمسك بمبادرة السلام العربية كخيار اوحد توفر لاسرائيل فرصة مثالية لتغيير الحقائق على الارض وفرض سياسة الامر الواقع وما يجري من حركة استيطانية محمومة هذه الايام دليل ملموس على ذلك.
اذا كان رئيس الوزراء يستند في تفاؤله على موقف المجتمع الدولي والامريكي على وجه التحديد فأظن ان الامور لم تعد خافية على احد, ادارة اوباما بدأت متشجعة لانجاز صفقة تاريخية في الشرق الاوسط ثم تراجعت نادمة لانها "رفعت سقف التوقعات اكثر مما ينبغي" كما صرح الرئيس الامريكي, ولاحقا استسلمت لشروط نتنياهو وراحت تضغط على الفلسطينيين للتكيف مع هذه الشروط.
وليس في المجتمع الدولي اليوم من هو مستعد للذهاب ابعد مما ذهبت اليه ادارة اوباما في الضغط على اسرائيل.
صحيح ان العالم يحترم الموقف العربي المتمسك بخيار السلام ونسمع في كل المحافل كلمات الاشادة بالمبادرة العربية, لكنه ماذا جنى الفلسطينيون والعرب غير التعاطف وعبارات الشفقة, فاسرائيل ماضية في مخطط التهويد للاراضي الفلسطينية وسط تواطئ دولي مكشوف.
والعرب جالسون ينتظرون الكارثة بتفاؤل.
fahed.khitan@alarabalyawm.net
العرب اليوم