رغم الاهمية الانتخابية لمراسم توقيع اتفاق (ابراهام)، الا ان هذا الاتفاق لن يحقق فائدة انتخابية للرئيس الأمريكي، كما لن يحقق جدوى سياسية لنتياهو كما لن يحقق حماية للاطراف العربية الموقعة او الداعمة، كما يقول ذلك الكثير من المحللين والمتابعين، فان الرئيس الامريكي لن يستطيع بهذه الطريقة من استمالة الايباك لان ما هو مطلوب امور اخرى وليس ما يقدم، كما الايباك يقوم باستنزاف ما بجعبته ولن يكون بمقدوره أن يقدم شئ للمرحلة القادمة، بعد ما تم عصر طاقته ولم يبقى فى جعبته ما يمكن ان يقدمه فى المرحلة القادمة.
كما ان المظاهرات الاسرائيلية في تل ابيب ما زالت مستمرة وحالة وجود نتياهو في الحكم ما زالت مهزوزة وليست امنة، اما الاطراف العربية الموقعة التى تبحث عن حماية، فإن الحماية في هذه الظروف لن تأتي دولية بل تتأتى ذاتية، فلا يوجد أطراف عربية مشاركة في صناعة القرار الدولي ولا حتى صيانته لكي يذهب البعض لطلب حماية دولية سياسية هذه المرة وليست عسكرية، فإن الانظمة تبني وفق قواعد ذاتية وليس وفق رواسي موضوعية محمولة من أعلى.
كما ان طبيعة المشهد الانتخابي فى الولايات المتحدة بات يمكن قراءتها بعد حركة الانزياحات التى حدثت فى الحركة الانجيلية لصالح بايدن، وذلك بعد التماهي المبالغ فيه الذى يقوم به ترامب مع حركة الايباك، وهذا ما يضعف من حجم تأثير (بينس نائب الرئيس) على الحركة الانجيلية المؤثرة في بيت القرار وفي المشهد الانتخابي، وتصبح المعادلة الانتخابية العميقة تقوم على قطع ليست موحدة بقدر ما هي اجزاء يمكن استقطابها لصالح مجموعة هاريس الداخلة من خلال الجي ستريت في المشهد الانتخابي من باب كاليفورنيا الموقرة في بيت القرار الامريكي، وهذا ما يتضح من واقع تنبؤات الخارطة الانتخابية التى ما زالت تشير الى تقدم بايدن على ترامب والى تنامي الحضور الديموقراطي في انتخابات مجلس الشيوخ فى استطلاعات الرأي، كما أن المؤشر الانتخابي لا يذهب باتجاه تقليل الفارق بل باتجاه اتساع الهوة بطريقة غير مسبوقة مقارنة في الانتخابات الماضية.
وإذا ما بقي الحال على ما عليه، ولم تجري متغيرات عميقة او احداث جسام تخلص الرئيس ترمب من هول السقوط فى المعترك الانتخابي من دون استدراك يعيده إلى نقطة التوازن الانتخابي، فإن المشهد الانتخابي سيحمل بايدن وبرنامجه السياسي والذي ما سيحمل تأثيرات كبير على طبيعة المشهد السياسي في الشرق الاوسط والذي سيكون أمام متغيرات عميقة قد تتغير فيها الكثير من المراكز الجيوسياسية كما تتبدل فيها بعض الانظمة السياسية فى المنطقة فى حالة حدوثها، وهذا متوقع لذا، كان الحذر واجب فى هذا الخضم الانتخابي، فان غبار الفرس لا تعني تفوقه، فقد يكون ضل المسار او ان ما نراه عجاج كبو خيل أو أن الريح جاءت شرقية.