لسنوات خلت كان والدي رحمه الله واسكنه الفردوس الاعلى له دكان جميل في حي جناعة في الزرقاء..وكنت انا قبل الذهاب الى المدرسة إذهب إلى الدكان صباحا واشتري الجريدة واكتب له الاسعار أمام كل صنف من أصناف الخضار وبشكل بارز..
وكان مراقب التموين يقوم كل يوم بالتجوال على المحال التجارية للتأكد من الالتزام بالأسعار.. واذكر ان مدير تموين الزرقاء كان يومها الأستاذ سليمان الروسان اطال الله في عمره..كانت المراقبة يومية .. فالمواطن يشعر بالامان عندما يرى السعر امامه والمراقبة مستمرة..واذكر وعندما دارت الايام دورتها.. وكان والدي ووالدتي رحمها الله يقضون شهورا طويلة في مدينة لوس انجلوس في الغرب الامريكي وكنت معهم ..وكنا نذهب الى السوق لشراء الخضار والفواكة...وكان ابي سعيدا بالتجوال واختيار الخضار والفاكهة النقية خاصة وان كل صنف امامه سعره ولا مجال للتكهن او من الخوف من السعر فيختار ما يريد ..ولا زلت اذكر ان سعر الموز الصنف الاول ٦٩ سنتا لنصف الكيلو ..وما زال السعر كذلك حتى اليوم..ونعود الى مملكتنا الحبيبة ونتساءل: اين انت يا وزارة الصناعة والتجارة والتموين من المراقبة والاسعار تفوق الخيال.. وبعض التجار كبارا وصغارا يرفعون الاسعار بشكل مذهل وفي محلات كثيرة لا ترى تسعيرة على اصناف الخضار والفواكهة وخاصة عمان الغربية كسوق الصويفية وغيرها..لماذا لا تكون هناك مراقبة يومية واشدد يومية على كافة اسواق المملكة ..ولماذا هذا التفاوت ما بين ما يبيعه المزارعين الذين لا حول لهم ولا قوة وبعض التجار الكبار الذين يرهقون السوق باسعارهم واستغلالهم دون وازع من ضمير..على وزارة التموين ان تعلن وبشكل يومي قائمة الاسعار وعلى التجار الالتزام بها واظهارها امام المواطنين وعلى الوزارة ان تقوم وبشكل يومي بالمتابعة والمراقبة ومخالفة من لا يلتزم بهذه الاسعار..ودائما العاقبة للمتقين..