مشاهير السوشيال ميديا وغسل الأموال
قصي حمدان الجمال
15-09-2020 12:24 AM
يعرف غسل الأموال على انه اكتساب الأموال بطرق غير مشروعة والعمل على اخفاء مصدرها الأصلي لأضفاء الصفة القانونية والشرعية لها . وعند ايداع المبالغ في المؤسسات المصرفية فلا بد من الافصاح عن مصدر الاموال وحجم المبلغ الذي يتم الافصاح عن مصدره يختلف من دولة إلى اخرى بهدف التأكد بأن الاموال تم اكتسابها بطرق مشروعة وبعدها يتم تتبع انشطة العميل داخل المؤسسة المصرفية ومراقبتها بشكل مستمر وعند الشك بأن العميل يقوم بأي نشاط مشبوه سواء إيداعات او تحويلات مشبوهة يتم جمع الادلة والبراهين وبعد التأكد من النشاط المشبوه يتم تقديم تقرير الأخطار إلى وحدات التحريات المالية في الدولة.
ففي الآونة الأخيرة اشتهر استخدام مشاهير السوشال ميديا من أجل تبرير مصدر الأموال عند إيداعها بسبب ان الكثير من الأفراد يتأثرون بأذواق مشاهير التواصل الاجتماعي أكثر من آرائهم الشخصية لذلك يتم استغلال المشاهير واستخدامهم لتمويه مصدر الأموال غير المشروعة كما حصل في موقع بوتيكات وهي أكبر منصة إلكترونية لمحبي المكياج والعناية بالبشرة والعطور في الشرق الأوسط فهي معرض افتراضي لأكبر تشكيلة من منتجات المكياج والأزياء والعناية بالجمال من أكثر من 700 ماركة عالمية ومحلية وماركات لا تعرض إلا من خلال بوتيكات، كما يمكن الحصول على نصائح شخصية من مشاهير الشرق الأوسط وشراء اختياراتهم فقط بكبسة زر فقد تضخمت أرصدة المشاهير بشكل جنوني وعلى ان اموالهم تتم من خلال بيع المنتجات على الموقع ولكن في الواقع اموالهم من مصادر غير مشروعة أغلبها من تجارة المخدرات والخمور .وبعد تضخم ارصدتهم في البنوك بسبب الضعف الرقابي من وحدات التحريات المالية اثارت الشكوك حول شبهات بعمليات غسل اموال .
فالدور الكبير يقع على وحدات التحريات المالية في الدولة التي من دورها مراقبة المؤسسات المالية وغير المالية والتأكد من تطبيقهم للسياسات والإجراءات والتعليمات والأنظمة الخاصة في مكافحة غسل الاموال وتمويل الارهاب المعمول فيها في الدولة وايضا تتبع مسار الأموال ومراقبتها والتأكد من مصدرها المشروع وانه يتم تحويل الاموال إلى مواقع جغرافية امنة وان هناك اسباب حقيقية بين المرسل والمستفيد النهائي كي لا تكون الدولة ملاذا اّمناً ومرتعاً لعمليات غسل الأموال وبعدها تتعرض الدولة لمخاطر السمعة ويتم ادراجها ضمن قوائم الحظر والعقوبات الدولية.