منذ نحو ستة اشهر خرجت علينا فيها ازمة كورونا في الاردن بإظهار المركز الوطني للامن وادارة الازمات كوحدة مؤسسية ، اوجدت حالة تشاركية تعاملت مع الانذار العالمي لمنظمة الصحة العالمية حول وباء كورونا بحرفية ومهنية ، وأوجدت منظومات التعامل مع الازمة اعتقد انها نجحت في البدايات في توزيع الادوار الميدانية والاشرافية ، بل صنعت فارقا خصوصا وان تنفيذ هذه الرؤية جاءت على تكاملية محاور العمل اللوجستي والاعلامي ،وقدمت انموذجا كان محط احترام ومراقبة كثير من المتابعين دوليا وعربيا ودوليا.
ما نشهده خلال الشهرين الاخيرين بدت الصورة مختلة نوعا ما ، وسط السعي الى مرحلة تخفيف الاعباء الاقتصادية والاجتماعية لمختلف القطاعات الإنتاجية والخدمية، ووجدنا ان مرحلة ادارة الازمة في مرحلتها هذه قد اصابها التخبط وتضارب الاراء والمواقف ، اعادت الازمة الى مراحلها الاولى في بعض جوانبها ، صحيح ان الخبرة المكتسبة اصبحت اكبر واكثر ، وصحيح وكما يصرح وزير الصحة ان اللوجستيات من ادوات الوقاية الشخصية توفرت وصنعت محليا وبكميات فائضة عن الحاجة ، وكذلك المستشفيات ومعداتها وكوادرها وأسرتها بشكل اكبر ،الا ان الخلل في الرؤى والمصفوفات والاجراءات شكل تحدي مواجهة الوباء.
مما تقدم هناك مصطلح عسكري يتعلق بإعادة ضبط الاداء يتمثل في اعادة التموضع واتخاذ المواقف والقرارات نحتاج اليه ،ولتكن البداية في العودة الى رحاب المركز الوطني للامن وادارة الازمات بما فيه من كفاءات وقدرات ابعد نظرا وبرؤية اكثر شمولية لتنظيم الاداء ، ثم ان على اللجنة الوطنية للاوبئة عليها اعادة رص صفوفها ،في توجيه الخطاب الاعلامي دون خلق حالة التضارب الذي نشهد بين اعضاءها وكأن كل فريق في واد مبتعدا عن الاخر في تقدير المواقف .
اعادة ضبط الاداء تتطلب من الفريق الحكومي الابتعاد عن ال، وبث رسائل غير قابلة للتطبيق وتفرد القرارات والاجراءات المتخذة ، مع قناعتنا ان التحديات كبيرة ومستجدة على ادارات كثيرة ،لا تمتلك معها الخبرة وتتفرد في اتخاذ القرارات ، والضغط الاقتصادي والشعبي كبيران ايضا لكن المغامرات قد يأتي بآثار عكسية بدل من الاهداف الايجابية المتوخاة .
نقاط القوة في ميزان ادارة الازمة حاضرة حتى اللحظة ، فلا تفقدوها ، واعطوا الخبز لخبازه من الكفاءات الاردنية التي قدمت اداء مميزا ، فليس لدينا هامش من المغامرات والمقامرات ،لنحمي وطننا ؛ وليبقى جنده وجيشه عنوان الاداء والعطاء المميز دوما، ولنمضي الى غد افضل ،اردن خال من كورونا وتبعاتها واثارها .
الدستور