أمّة العرب والأمم الأخرى في زمن كورونا
أ.د.محمد طالب عبيدات
14-09-2020 11:49 PM
تتميّز الأمم كافة في زمن الألفية الثالثة في مجالات عدة تُميّزها محافظة على جودة تَميّزها وتنوّع مجالات تقدّمها، ونحن أُمّة العرب أول من نكتشف الأشياء لكننا سرعان ما نقبع في ذيل القائمة وتسبقنا الأمم في التقدّم والتكنولوجيا، والحديث هنا على سبيل إستنهاض الهمم والنقد البنّاء لا على سبيل التهكّم، وهذا ما حدث أيضاً في زمن كورونا فالعالم كله سارع لإكتشاف لقاح للفايروس حتى بإستخدام العلماء العرب لديهم؛ لكننا كأمة عربية مع الأسف لم نقدّم شيء لإختراع الفايروس؛ فعلى سبيل الأمثلة:
1) تتميّز الولايات المتحدة الأمريكية عسكرياً وسياسياً وتقود العالم في النظام العالمي الجديد، ومجالات التميز كثيرة كلنا نلحظها ونميّزها وحتى في لقاح كورونا الذي قارب على الخروج لحيز الوجود.
2) تتميّز اليابان تكنولوجياً فصناعاتها يشار لها بالبنان، وأخذت هذا المنحى منذ الحرب العالمية الثانية والتي كانت درساً لها صوب التكنولوجيا والتقنية فأبدعت أيُّما إبداع.
3) تتميّز الصين ودول العرق الأصفر بغزارة وتنوّع وسرعة إنتاجيتها في الصناعة والتكنولوجيا تحديداً، وتستطيع تطوير كل الصناعات وبأسعار منافسة.
4) تتميّز روسيا بغزو الفضاء والدور العسكري وحديثاً الدور السياسي في إقليم الشرق الأوسط.
5) تركيا وإيران يمتلكان مشروعاً للإمتداد وأخذ دور سياسي وعسكري مؤثّر في إقليم الشرق الأوسط.
6) إسرائيل تمتلك مشروع إستيطاني وإحتلالي لبناء دولة بني صهيون، ومشاريع توسعيّة وتكنولوجية أخر تتطلّع إليها.
7) بيد أن امّة العرب عائمة، كنتيجة لغياب المشروع العربي، ولا يميّزها سوى أكبر قرص فلافل أو صحن تبولة أو صدر
كبسة أو منسف أو أطيب تتبيلة لمشاوي! رغم المحاولات الفردية الجادة ، مع الأسف!
8)مطلوب أن نرقى كعرب بإستخدام عقولنا صوب إمتلاك مشروع عربي موحد، والكرة في مرمى علمائنا ومسؤولينا؛ فالبحث العلمي التطبيقي مطلوب لنرقى في هذه الأمة للأمام.
9) مطلوب تحويل محاولات جلد الذات لنقد بنّاء على سبيل المساهمة في تقدّم أمّة العرب للأمام لنوطّن التكنولوجيا ونعزّز بناء منظومة إستراتيجية لمشروع عربي فعّال وموحّد.
بصراحة مطلقة: -وبدون مُزايدة- العالم يفكّر بعقلة ونحن نفكّر بقلوبنا وما هو دون قلوبنا، والعالم يفعل ونحن نتكلّم،
والعالم يصنع ونحن مستخدمين نهائيين، والعالم يزرع ونحن نأكل، والعالم يغزل ونحن نلبس، والعالم يبني ونحن نهدم، والعالم يطوّر ونحن نتطلّع، والعالم يجرّب أسلحته ونحن الضحايا؛ والعالم يطوّر فايروس كورونا ونحن بيئة التطبيق!
صباح الإبداع والتميّز عند العرب