الكونفدرالية التوطين .. فزعة أم إعصار ؟!
د.محمد جميعان
09-06-2007 03:00 AM
بمناسبة نكبة 1967 وفي منتدى الفكر العربي الذي يترأسه ويرعاه الأمير حسن في عمان عاد ليتحدث السيد عدنان ابوعودة يوم 7/6/2007 وهذه المرة عن الكونفدرالية باعتبارها غاية وليست وسيلة رافق ذلك إسهاب في انتقاد السلطة الفلسطينية وقادتها في هجوم لاذع وصفهم فيها بأصحاب المصالح والوكالات الخاصة التي يدافعون عنها ، همهم المناصب والألقاب الوهمية ، معتبرا ان مشكلة القضية والشعب الفلسطيني ومصيبتة في قيادته التي تولاها الصغار ؟! وان ما يجري من اقتتال بين الفلسطينيين إنما هو على " طنجرة وبريموس " على حد قوله ، مطالبا بحل السلطة الفلسطينية ، وتحمل إسرائيل عبئ احتلالها ، واضعا سيناريوا لكيفية حل السلطة من قبل الرئيس عباس ، مادحا نفسه بان لديه خبرة في وضع السيناريوهات عندما كان مستشارا ..
وقد سبق للسيد ابوعودة ان تحدث عبر فضائية الجزيرة قبل بضعة اشهر عن اللاجئين والتوطين باعتباره واقعا وحلا ، وتهجم في حينه بما يذكره ويعرفه الناس كافة في انتهاك لحرمة الأموات ومقاماتهم ناكرا الجميل وهم الذين أوصلوه الى سدة المستشارية التي يستمد منها ألان قوته ويتبجح بها عزيمة ويتباهى بها خبرة ..
رسالة جلالة الملك حول الكونفدرالية كانت واضحة لا لبس فيها وحاسمة لا تردد حولها ، وهو سيد الوطن وقائده ، وقد أوضح بجلاء ان الكونفدرالية لم يحن اوانها والحديث فيه سابق لأوانه ، يقررها الشعبان الأردني والفلسطيني بعد قيام الدولة الفلسطينية صاحبة الشرعية والاستقلال ..
ويبدوا ان حديث الهمهمة عن الكونفدرالية الذي أشار إليه الأستاذ صالح القلاب في صحيفة الرأي تطور الى حديث صريح وسيناريوهات ومتاهات التهجم على الآخرين ، وان وصف " لعبة السيجة" لمن تحدث وطرح الكونفدرالية التي أشار إليها الأستاذ ياسر أبو هلالة في موقع عمون تحول الى رقعة شطرنج فيها طناجر وبيادق وقادة صغار وبريموس وقلعة ومستشار ..
هل الكونفدرالية غاية أم وسيلة وايهما اخطر ؟! وهل البيضة من الدجاجة أم العكس وايهما اكثر صحة ؟! ولماذا القدح الاتوماتيكي هنا باتجاه الآخرين والذم المتقطع هناك باتجاهنا ؟! ولماذا ألطخ مرة هنا باتجاه الآخرين على منبر فكري داخلي مغلق على نخبة من الاكاديمين والباحثين ، ومرة هناك باتجاهنا من خلال وسيلة إعلام خارجية مفتوحة على العالم كلة ؟! وما علاقة الكونفدرالية بفتح النار على الآخرين وتشخيص خلافاتهم على طنجر وبريموس ؟! وما الرسالة التي يود إيصالها والمصلحة التي يريد تحقيقها ؟! ولمن الفزعة هذه المرة تحت ستار الكونفدرالية ؟! أم نحن بصدد إعصار نجهل مركزة ؟!
لم اعد افهم ما يجري ، كثر الحديث عن الكونفدرالية وتوطين اللاجئين والنازحين في الأعلام الخارجي والداخلي ،كل له غايته ومراميه..، فهل أصبحت مفتاح لمناصب ومغانم وروابط اجهلها ويعرفها الحيتان والمتنفذون الدوليون ؟! ولماذا ألان والسلطة الفتحاوية تضمحل شعبيتها وتبحث عن منقذ؟ ولماذا ألان وإسرائيل في حالة انكسار تبحث عن رد اعتبار ؟! ولماذا ألان وإسرائيل في حالة ضعف تاريخية منذ تأسيس كيانها المتغطرس تلتمس قشة لإنقاذها من الغرق ؟! ولماذا الآن والمقاومة تملئ الأرض في حالة جهادية اعترف الغرب نفسة بها واصفا إياها بعولمة الجهاد ؟! ولماذا الآن وأمريكا تشد حقائبها للرحيل وهي تستجدي ألد أعدائها في إيران لإخراجها من محنة العراق ومستنقعة الذي ينبئ بأفول نجم عظمتها وتجبرها على عباد الله في الأرض ؟! ما يجري من حديث حول الكونفدرالية وتوطين اللاجئين والنازحين وتوابعها يتعدى الفزعة رغم ان الفزعة محور تحركها ولا يمكن وصفه إلا بالإعصار الذي نجهل مركزه ، وعندما يصعب تشخيص مركز الإعصار ، يعني ذلك العجز وعدم القدرة على توقع تداعياته ونتائجة.. drmjumian@yahoo.com
00962799881373