"طلال أبوغزالة يقول": قاوم غريزة السير وراء الجموع
د. مشيرة عنيزات
14-09-2020 01:52 AM
إن السير وراء الجموع يقتل التميز والإبداع، ويذيب التفكير ويمحو العقل، ويلقي بالمقلدين في الهاوية.
أتساءلتم يوما لماذا يوجد في العالم "أرسطو واحد"، و"نجيب محفوظ واحد"، "وفيروز واحدة" ، و "طلال أبوغزاله واحد"، لأنهم رفضوا أن يشبهوا أحدا ورفضوا الانجراف وراء الآخرين وتقليدهم.. وأبدعوا في إدارة عقولهم وفي الخروج عن المألوف في أسلوب تفكيرهم واستثمروا عقولهم ودربوها على التجدد والابتكار حتى أصبحوا متميزين في هذا العالم.. ولأنهم أيقنوا أن السير وراء الجموع لن يقود إلى مراع جديدة، فالعمل على تقليد الآخرين بحجة أن الكل يفعل ذلك وهو ناجح، يجردك من التميز، كرمت وأعطيت العقل لكي لا تكون إمعة، فلا تحمل في نفسك سياسة التفكير الضيق وعديم النضج خوفًا من الفشل أو الجهل!
ومن أحد أهم أقوال "هيباتيا" على الإطلاق في هذا المجال مقولتها "احفظ حقك في التفكير، حتى لو كان التفكير بشكل خاطئ، فهو أفضل من عدم التفكير على الإطلاق".
إن التفكير حق لكل مبدع ومفكر ولكل جواد أصيل كبوة، وأن يكن لك كبوة وتخطئ ثم تصيب، أفضل ألف مرة من أن تتبع الجموع وتسير وراءها دون تفكير وتتهم بالتقليد الأعمى والضلال.
ويقول طلال أبوغزاله في مجال التميز والأسبقية في الريادة والإبداع "إذا رأيت نجاحا لا تقلده، بل ادرسه لتبدع نجاحًا أفضل منه. ليس هنالك أي فخر في أن تنافس ما هو موجود لتكون مثله! الفخر والنجاح بأن تطور نجاحا أفضل من الموجود. كن مبتكرا وعضوا فاعلا في عملك وفريقه من خلال العمل على اكتساب المهارات والقدرات التي تميز المبدع عن العادي، وبين الشخص الذي له القدرة على الإبداع والشخص الذي يتلقى الأفكار ويطبقها فقط ولا يحاول أن يكون مبتكرا".
إن أفضل ما تقدمه لنفسك أن تكون مميزًا، واحدا لا يشبهك أحد وتخلق سعادتك بيدك، ويستفيد منك غيرك، لا تحاول التكيف مع وضعك الحالي وترضى بما رضي به غيرك، بل اخلق تميزا وإبداعا يفوق ماأنت عليه حتى تسهل عليك أمورك مستقبلا.
يقول طلال أبوغزاله: "إن مجالات الابتكار لا حدود لها. إنك تستطيع أن تطور أي شيء تراه أو تعمله أو تستعمله. إن التقنية تسير دومًا إلى الأمام وإلى الأمام فقط. كل ما نراه عظيمًا في الحياة بدأ بفكرة صغيرة. أي شيء يتخيله عقل البشر يمكن تحقيقه".
لا ترهق روحك ولا تستنزفها في تقليد الآخرين، حاول أن تجد لنفسك مكانًا بين المبتكرين والرياديين وعلى رأس القمة، إن الإبداع بلا نهاية وإن النهاية غرفة ليس لها أبواب ولا استسلام فيها، وإن ما يفكر به عقلك يمكن تحقيقه فعلا.