صحة الطلبة أولى من أرباح المستثمرين
د. خالد العدوان
14-09-2020 12:31 AM
من واقع خبرتي وعملي كمدير تنفيذي لشركة كبيرة تمتلك مدرسة خاصة كبرى في الأردن فإنني أرى لزاماً علي أن أوضح للمجتمع والدولة بأن بقاء عمل المدارس و الزام الطلبة بالتعلُّم الوجاهي في هكذا وضع وبائي عبارة عن كارثة صحية ومغامرة صبيانية من لدن متخذي القرار في الحكومة
نعم للتعايش مع واقع فرضه الوباء لكن التعايش مع الوباء لا يلغي فكرة التقليل من خطره و من الذهاب نحو ارتفاع مهول في أعداد الإصابات في ظل شح شديد في الموارد و القوى العاملة المتخصصة في القطاع الصحي و الذي سيؤدي بالضرورة إلى إرهاق كوادر الصحة ولجان التقصي الوبائي وبالتالي ضعف الخدمات الصحية المطلوبه لمتابعة الأمراض الأخرى والحالات المرضية التي ستزداد مضاعفاتها المرضية خلال فترة الشتاء .
ناهيك عن تضاعف المهام المطلوبة من قوى الأمن الداخلي لدى متابعتها حجر المنازل و الأحياء و استنزاف مواردها التي ينبغي بقاؤها لتحقيق الأمن الداخلي و ضمانه للمواطنين .
المدارس بدأت تسقط الواحدة تلو الأخرى كأحجار الدومينو في فخ الإغلاق اليوم و اعادة الفتح ثم إعادة الإغلاق وسيتبعها في ذلك قريبا الجامعات
حجم الاكتظاظ في المدارس و ضعف تطبيق البروتوكولات الصحية ظاهر لضعيف البصر و لا يخفى إلا عن عديمي البصيرة
لايجوز لأي مستثمر أو صاحب رأس مال أن يقوم بالضغط على الدولة لتحقيق أرباح في هذه الظروف سواء أكان مستثمراً في القطاع التعليمي أو السياحي أو غيره وعلى الحكومة أن تقوم بتخفيف الأعباء الضريبية و مساعدته في البقاء والبقاء فقط و ليس دعمه نحو النمو و تحقيق الأرباح على حساب الإنسان الأردني
المطلوب اليوم قبل الغد أن يتم إقرار التعلم عن بعد لكافة المدارس والجامعات للفصل الأول وتعويض تلك الأيام في عطلة الصيف التي لا أعلم سبب تقديسها وعدم المساس بأيامها .
وعلى المدارس والجامعات تخفيض رسومها و منح خصومات تتناسب مع الأعباء الإضافية التي ستترتب على الطلبة وذويهم جراء الانتقال للتعلم عن بعد .
هذه رسالة أملاها علي هم وحرص على البلد يفوق رغبتي بالتقدم و تحقيق الأرباح التي ستأتي لاحقا بإذن الله و أملاها علي قلب يعشق هذا الوطن و عقل يدرك أن درء المفاسد أولى من جلب المنافع .