هل أصبح التعليم عن بعد مطلب شعبي؟
رانيا اسماعيل
12-09-2020 05:36 PM
بعد أن بدأت حالات الإصابة بفيروس كورونا بالزيادة بالمجتمع الأردني في الفترة الأخيرة، أصبح القلق على طلاب المدارس والجامعات واضحا، لأنها أكثر الأماكن اكتظاظا وعدم التزام، حيث أن إعادة فتح غالبية القطاعات له إيجابيات وسلبيات، لكن أكثر سلبية كانت بتهديد سلامة صغارنا وفلذات أكبادنا داخل المدارس الخاصة والحكومية، والأيام القادمة سوف تثبت أن العودة لمقاعد الدراسة داخل الجامعات فيها مخاطرة كبيرة على الجميع.
فنحن نعيش صراع ما بين حماية صحة أولادنا وما بين حماية حياتهم العلمية، وبكلا الحالتين فنحن نشعر بتأنيب الضمير. فإن أرسلناهم للمدرسة نخاف من العدوى، وإن جلسوا بالبيت وتغيبوا عن المدرسة نخاف من فشلهم بالتحصيل الدراسي.
لقد تحدثت كولي أمر مع العديد من أولياء أمور الطلاب، لأنهم بدأوا بعدم ارسال أبنائهم إلى المدارس، حيث كانت هذه الفكرة تراودني منذ أن بدأت الحالات بالازدياد داخل المملكة، إضافة إلى ظهور بعض الحالات بالمدارس الحكومية والخاصة. لكن عدم إرسال الطالب للمدرسة ينبني عليه عدة قرارات وزارية وإدارية من المدرسة ضد مصلحة الطالب، خاصة إذا تجاوز الحد المسموح به من الغيابات، ولم يدعم غيابه بتقارير طبية. إذن ما الحل في هذه الحالة؟.
يتم حاليا ببعض الدول العربية عملية تخيير أولياء الأمور إما بنظام التعليم الإلكتروني، أو اختيار التعليم النظامي التقليدي، خاصة أن المعلم بكلا الحالتين هو ناقل وملقن والمصدر الرئيسي للمعلومة. لذا نتمنى كأولياء أمور اعتماد هذا النهج، خاصة أن الأيام القادمة حبلى بالمفاجآت، وبذلك يتم إرضاء كل الأطراف، فلا يقبل أي طالب لم يسدد أقساط دراسته سواء بالتعليم عن بعد أو بالتعليم النظامي، ويستوفي كل المعلمين حقوقهم وأجورهم، ولا تتعرض المدارس الخاصة للخسارة، ولا نتورط بمشاكل اقتصادية، ونكسب صحة أبناءنا .ونؤكد بذلك فكرة التعليم عن بعد التي ينتهجها كل العالم ، خاصة إذا تعلمنا من أخطاء الماضي ، وطورنا مفهوم التعليم عن بعد بكل تفاصيله.وبذلك ننصف الجميع ويتحمل كل ولي أمر مسؤولية أولاده.