facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




"سعد حجازي" أنموذج علاقة إنسانيّة بإطار وطنيّ


سيف زياد الجنيدي
12-09-2020 05:01 PM

وجدت نفسي بعد وفاة الأستاذ الدكتور سعد حجازي-رحمه الله- أمام خيارٍ أوحد، هو كتابة هذا المقال، وفاءً وعرفاناً. الدّافع الأساس لسطور هذا المقال، هو نقل تجربة علاقةٍ إنسانيّةٍ لشابٍ بسيطٍ مع قامةٍ وطنيّةٍ؛ لعلّها في المُحصّلة أن تكون بارقة أملٍ لتجلّي العلاقات الإنسانيّة بإطار وطنيّ بامتياز، خصوصاً بين الأجيال المُتباعدة زمنيّاً.

عرفت الدكتور حجازي-رحمه الله- عن قُرب منذ أكثر من خمسة أعوام، بحُكم امتدادٍ اجتماعيّ من نوعٍ ما، وموقعه آنذاك نائباً لرئيس مجلس أمناء المركز الوطنيّ لحقوق الإنسان، وبدأت استشعر اهتمامه بي أثناء مسيرتي الأكاديميّة لمرحلة الدكتوراه؛ فوجدته في تلك الأثناء مؤيّداً لأفكاري البحثيّة إلى حدٍ كبير، حتى بلغ الأمر إلى إسداء النّصح والإرشاد حول منهجية التّفكير سواءً خلال لقاءاتٍ شخصيّةٍ قصيرةٍ، أو اتصالاتٍ هاتفيّةٍ لا تتجاوز مدّتها ثلاث دقائق، فمن صفاته رحمه الله البلاغة والإيجاز.

سارت بي السّنين، لأستهلّ مسيرة كتابة مقالاتٍ حول مسائل قانونيّةٍ ودستوريّة في صحيفة الغد وبعض الصّحف الالكترونيّة، وعندها أدركت بعمق أنّ الدكتور حجازي –رحمه الله- قرّر أن يرعى في الظّل مسيرتي المهنيّة. من أبرز عباراته التي كان يرّددها لي ويحفّزني بها "أنا أقرأ كلّ ما تكتب"، "أنت تكتب بسياقات وطنيّة"، "استمر في كتابة المقالات وبالطريقة ذاتها"، "بعد فترة إجمع مقالاتك جميعهاعلى شكل كتاب يتناول السياقات المحيطة بكتابة المقال في حينها"، "تذكّر كلماتي هذه دائماً، سيكون لك يوماً ما شأناً عظيماً".

بتاريخ 20 شباط 2020م وفّقني الله لإتمام مرحلة الدكتوراه، وفي تمام السّاعة 07:09 مساءً بتاريخ 24 شباط الماضي تلقيت اتصالاً من الدكتور حجازي-رحمه الله- عبر برنامج "Face Book Messenger" أثناء وجودي في العاصمة اللبنانيّة بيروت، ليُلقي عليّ التّهنئة بعباراتٍ تفيض بالأمل والمحبة والعطاء، قائلاً :"عندما رأيت صورتك في التّخرج فرحت كما لو أنّني رأيت صورة تخرّج ابني عمر".

توطّدت علاقتي بالرّاحل الكبير شيئاً فشيئاً خلال الأشهر الماضية، لأجده يُثني على ما أكتبه في غالب الأحيان، ويُحفّزني للاستمرار بثباتٍ بعد كلّ مقال، ليسعى تدريجيّاً لتحفيزي على مُمارسة العمل الأكاديميّ، وتوطيد علاقتي بنخبةٍ من الأساتذة، ولم يغادر تحفيزه لي اتصاله الهاتفيّ الأخير بتاريخ 17 آب الماضي لأجد نفسي أمام نصيحةٍ وتحفيزٍ وتوجيهٍ بالانتقال للعمل الأكاديميّ بأسرع وقت، تلك الرّسالة التي آمن بها وسعى إليها طوال سنين حياته.

ما جمعني بالرّاحل الكبير العزيمة والثّبات، وحبّه لوطنه عبر سعيه لدعم جيل الشّباب عماد الوطن وروّاد المُستقبل. كتبت وفاءً وامتناناً، عليك السّلام ولروحك الطاهرة الرّحمة المغفرة.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :