انتقادات عدة توجه للتلفزيون الأردني بين الفينة و الأخرى، مفادها غياب الإعلام الرسمي عن نقل الأحداث أو تأخره في نقلها، بحسب ادعاء بعض المتنمرين أو من يدعون عدم متابعة التلفزيون الأردني و من ينعتونه بما لا يليق به ، هذه الفئة المحدودة عددا و تفكيرا و التي لم تتمكن من العمل ضمن كوادره المحترفة أو حتى السير في اروقته، و التي تتلهف للظهور على شاشته، تجهل أساسيات العمل الصحفي و الإعلامي و التي من أهمها المهنية و الدقة في نقل الخبر من مصدره دون تهويل أو تحريف بعيدا عن التجارة باستخدام عنصر التشويق و الجذب.
القاصي قبل الداني أصبح يدرك أن الإعلام في العالم أصبح أداة حرب تلبي طموحات و أهداف من يديره في الخفاء ، فهدفه فقط تقديم الخبر أو تزييفه لتحقيق هدف ما ، في حين أن الإعلام الرسمي يراعي الجوانب الأمنية و الوطنية و هو ينقل رسالة الدولة الأردنية إلى العالم أجمع ، فالتلفزيون الأردني لا يعنيه كم المشاهدين أو السبق في نقل الحدث بقدر اهتمامه نَقلَ الخبر ، و ما حدث في تفجير الزرقاء أمس أكبر مثال على أن الإعلام رديف للأمن الوطني، فالخبر و إن تأخر إلا أنه كان صحيحا خالصاً و من مصدره ليُطمئن الأردنيين على عدم وقوع ضحايا لا قدر الله، و ليس كما فعلت بعض القنوات أو المواقع و الدكاكين الإعلامية وبعض الفيسبوكيين الذي استندوا إلى مصادر مغلوطة قادت إلى تضليل المواطنين .
التلفزيون الأردني لطالما كان ولايزال وعلى مر عقودٍ خلت ، مدرسة في العمل الصحفي و الإعلامي الملتزم الذي خرّج أبرز الخبرات التي أسست و أنشأت كبرى القنوات و الإذاعات ، وكان على الدوام مصدرا للخبر و صانعا له وفق مبادئ و اساسيات صناعة الخبر، يعتمد على نخبة من كوادره المؤهلة من صحفيين و إعلاميين و مراسلين متواجدين في الميدان، ومن خلال الوسائل التكنولوجية الحديثة و الموثوقة، إضافة الى استقاء المعلومة أو التصريح من المسؤول مباشرة أو من الناطق باسم المؤسسة أو الجهة المعنية بالحدث سواء محليا أو دوليا.
هذه المؤسسة العريقة بكافة كوادرها المميزة ستبقى كما كانت على الدوام تعمل ليلا ونهارا دون كلل أو ملل لتبقى المصدر الأول و الأخير للخبر و دون منازع و دون الالتفات إلى الصغار .