لا أودُ في هذا المقامِ أن أقفَ موقفَ الدفاعِ عن شخصٍ بذاتهِ أو عبارةٍ بذاتِها، لكن تعبيرٌ عفويٌّ صدرَ عن شخصيّةٍ عامةٍ لها وزنَها وإحترامَها لفتَ الأنظارَ وإحتلَّ حيزًا لا بأسَ بهِ في وسائلِ الإعلامِ ومنصاتِ التواصلِ الاجتماعيّ.
تقولُ إحدى النظريات، أن النضجَ يَكتملُ عن طريقِ التصرفِ بتلقائيّةٍ وعفويّةٍ دون التقيّد بقيّودٍ معيّنةٍ، لذلك تلقيان العفويّةُ والتلقائيّةُ إهتمامًا خاصًا لدى الأخصائيين لما لهما من أهميّةٍ في تركيبةِ الشخصيّةِ.
فالشخصُ الذي يُنمِقُ في كلامَهِ كثيرًا ويَحرِصُ كلّ الحِرصِ على إنتقائهِ، بالأغلبِ يقضيّ وقتَه يضعُ القناعَ تِلوَ القناعِ أمِلاً من عدم كشفِ بواطن تفكيرهِ، يُعادي إحساسَه ويتنكرُّ لواقعِ شخصيّتهِ، وهُنا يقعُ في الزيّفِ. والشخصُ المُزيّفُ يُعاديّ ذاتَه ومن حَولِهِ، وما فَتيء يُعانيّ من صراعٍ داخليّ قد يصلُ بهِ إلى الإرهاقِ.
أما الشخصُ العفويّ، فهو الأمينُ مع ذاتِهِ، هو الأمينُ مع غيرِهِ، لأنه صادقُ النوايّا. ويتمتعُ بشخصيّةٍ واعيّةٍ مُحبةٍ للحيّاةِ كَونَهُ يراها بوضوحٍ وواقعيّةٍ، مُتفائلٌ يتذوقُ مُتعةَ الحيّاةِ ويكتسيّ مراحلَ متقدمة من الصحةِ النفسيّةِ، وما زال يتصالحُ في داخلهِ الشعورُ مع اللاشعور. هذا وتَجدُ العفويّ لا يتقبل المُزيّف، أضف إلى أن العفويّةَ والتلقائيّةَ لا تنسجمان مع الزيّفُ.
وأخيرًا فإن كلّ شخصٍ مُتَفَردٌ بذاتهِ ويرى المسألةَ مِن جَانبِهِ، ولكلّ إنسانٍ ما يميّزه من إيجابيّات وبهِ مِن سلبيّات، فالكَمَالُ للـهِ وَحدَهُ... وأتمنى بإختصارٍ أن تكون الفكرةَ قد وصلت قارئها.