هذا زمان طلاب الدنيا لا الآخرة وبإمتياز, فالقوم اليوم في دنيا العرب, في صراع مرير عبر تقنية حديثة متطورة أوجدتها لهم وللعالم كله, وكالعادة, عقول غير عقولهم, وهم "العرب", جد سعداء في توظيفها أسوأ توظيف في الأعم الغالب نهشا بسمعة بعضهم بعضا.
أتابع كصحفي عاش ورآى, كيف تدور المعارك حامية الوطيس بين المغردين وجلهم ناعقين لا مغردين!, حيث كل يدعي الحقيقة والحق, أما من هم سواهم, فهم مجرد "خونة, مسحجين, منافقين, باحثين عن مغنم, متخاذلين, متواطئين, فاسدين",... أما هم, فأبطال سيخلدهم التاريخ بأحرف من نور , وهم سعداء فرحون بتعليقات مؤيديهم وداعميهم من عشاق " الفضائح " .
والله إنه زمن غريب عجيب لم يعد فيه للكلمة أدنى حظ من شرف , ولا لتقوى الله جل جلاله مكان وسط الميمعة , فأنت وأنت القابض على الجمر , متهم مهما كان تاريخك طيبا , ومهما حاولت أن تجتهد في رأيك, أو أن تقارب الإيجابية في طرحك, عل الإيجابية وكلمة الخير لا الشر , تؤتي أكلها خيرا وللجميع , ولعامة القوم وليس لك وحدك .
هذه الفوضى من غث الكلام الطام العام , تدمي قلب كل من في قلبه ذرة إيمان , وتجعل الحليم حيرانا , فلا سبيل أمامه سوى أن يلجأ إلى الله جل في عليائه مفوضا أمره إليه وحده سبحانه , وهنا مكمن راحة البال والضمير .
القوم في صراع يخلو تماما من مخافة الله , فلا ضير أبدا في أن تتعرض للتطاول والإتهام, ما دام ذلك يسعد المتطاولين الظلمة , فيختلط الحابل بالنابل والصالح بالطالح في مشهد مؤذ مقززيظهر الصغار فيه كبارا والكبار صغارا, وما الأمركذلك لو كانت هنالك تقوى .
عندما يصبح حالنا نحن العرب على هذا النحوالذي يغيب فيه العقلاء, ويتوارى الحكماء, ويلتزم الحيارى بيوتهم , فلا بد من أن نذكر عل الذكرى تنفع , بقول الحق سبحانه وتعالى " وهو القاهر فوق عباده , وسوف تعلمون " . اللهم أهدنا جميعا سواء السبيل . وأنت سبحانك من وراء قصدي ولا حول ولا قوة إلا بك.