ها هو الأردن ينتخب كعادته، الشرور تعصف في المحيط لكن الأردن ينتخب، الكورونا تعمق الازمة الاقتصادية لكن الأردن ينتخب. نعم الأردن ينتخب وسيبقى ينتخب رغم احلام خصومه من الداخل كانوا أو من الخارج.
رغم جميع ملاحظاتنا على قانون الانتخاب وعلى افرازاته وعلى انتخابات العشائر لمرشحيها تحت سمع وبصر السلطات الرسميه في دولة تقول عن نفسها انها دولة مدنيه وصولاً إلى تجربة المجالس النيابيه التي لم تقدم نموذجاً ايجابياً حتى اليوم ، الا انه لا بديل لنا عن الانتخاب ليبقى الاردن بلد الانتخاب في محيط تحكمه المليشيات وقوى الارهاب .
ان يكون الاردن كذلك بلداً للانتخاب الدائم لم يأت صدفة حتى ولم يكن بلا ثمن كان اقله ان وصف الاردن بالرجعيه على امتداد عقود عديده وليفوز في النهايه بانتخاباته وبسلمه الاهلي وامن شعبه بينما كل من وصفوه بالرجعية قد ذهبوا وذهبت معهم احلامهم ادراج الرياح .
يقتضي الواجب من كل اردني ان يمارس حقه في الانتخاب في كل ظرف وتحت اي ظرف من اجل ان يبقى الاردن بلد انتخاب ومن اجل ان لا يكون تخلفه عن ممارسة حقه في الانتخاب سبباً في وصول من لا يريدهم الى مجلس النواب او اي هيئات وطنيه منتخبه اخرى كمجالس المحافظات (اللامركزيه) والمجالس البلديه ومجالس النقابات .
ما ينتظره الاردن في الشهور القريبه القادمه وربما لسنتين قادمتين ليس سهلاً ان كان على صعيد الاقتصاد وامتدادات كورونا الاقتصاديه ، او على الصعيد السياسي في الاقليم وبخاصه ما يتعلق بحقوق ومستقبل الشعب الفلسطيني وتأثيرات ذلك على المصالح الحيويه للوطن الاردني وشعبه . وحري بالجميع ان يستدعي ذلك منهم الاقبال على صناديق الاقتراع لإن اضاءة شمعة اجدى من الاكتفاء بلعن الظلام .
ليس مفيداً ابداً ان يبادر البعض بالدعوة الى مقاطعة الانتخاب تحت ذرائع غير مفهومه او حتى تحت ذرائع تمتلك بعض المسوغات . لان انسحاب المواطن من دوره في الحياه العامه لا يؤدي إلا الى اضعاف التيار الوطني العام الذي ما يزال وفياً لاداء واجبه الانتخابي .
نرجو ان يكون عام 2020 عام انتخابات بحق وعلى كل صعيد فلا تتأخر انتخابات آن اوانها كما هو حال الانتخابات النيابيه ، وعلى أمل ان تطلق الحكومه الانتخابات النقابيه التي استحقت كافة وفي اقرب وقت ممكن .