لقد قالها الملك، ماذا يحب ويكره شاهد كثير منا اللقاء الذي جمع جلالة الملك مع طالبات كلية الإعلام من جامعتي الاردنية واليرموك منذ فترة، كان هناك حوار مفتوح، حيث سألته إحدى الطالبات، ما هي اكثر صفة تزعجك !؟ واكثر صفة تحبها في الانسان ؟؟
هنا يجيب الملك الانسان ....
انه يحب الصدق ومهما كلف الأمر واهم شيء ان تَصْدُق مع نفسك، و يكره الكذب والنفاق وانها صفات الانسان الجبان وهذا ما لا يتحمله .
الملك يكره الكذب وكلنا نكرهه
هنا أستشهد بحديث لرسولنا الكريم محمد عليه الصلاة والسلام ، عندما سُئل أيكون المسلم كاذبا قال " لا لا لا " رغم ان كثير من الامور قد يفعلها المسلم الا الكذب ، فمن عظيم موروث الأمم على مر التاريخ ارتبط الكذب بكل ما هو سيء، كالخيانة والقتل والتدمير والفساد، فهو مفتاح العمل الشيطاني، فمجرد ان بدأت بالكذب جاء النفاق ليدعم كل الأقوال الكاذبة وظهرت الشيطنة في وجهك ليغادر ابليس مطمئنًا بان هناك من يقوم بعمله على اكمل وجه، وتظهر كالجبان تهاجم من خلف الجدران وتتسلل بجنح الليل سارقا ومخادعا.
الكذاب .... هو المنافق ..
بما ان الكذاب هو الوجه الاخر للمنافق، كلنا يعرف صفات المنافق " اذا اؤتمن خان واذا حدث كذب واذا وعد اخلف " وهذا حديث شريف وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى، صلاة الله وسلامه عليك يا رسول الله.
المشهد الشبابي يقف حائرًا بين الصدق والكذب ...
المواقف الصادقة يقولها الوطن فقط ولا احد سواه ، ان الأرض لن تخذلك والعائلة والعشيرة التى تنتمي لها لن تتخليان عنك وان الماء الذي شربته من البئر في وطنك لن يخونك ، هذا الصدق الذي نعترف بوجوده، نراه ونشعر به كل صباح ومساء.
المشهد الواقعي لكل ما يدور حولنا خاضع لمقاييس مختلفة ، قد يكون الكذب عنوانًا له او الصدق حليفه، فهل نحن امام انهيار النظام الشامل لمفهوم الصدق والمصداقية ؟!
عندما يستبدل المنافقين بالصادقين ، تتشوه الصورة وتسقط المعايير الخاصة بالصادقين ، فكل ما نرصده اليوم ينطبق على المنافقين ، أخلفوا الوعود، وخانوا الامانة، وكذبوا على رؤوس الاشهاد.
هل هذا ما أراده جلالة الملك !!!؟
المتابع لكل ما يدور من أحداث إيجابية وسلبية ، يجعلنا نعمل جميعا على إعادة تثبيت وترسيخ لمفاهيم الانسان الأردني الذي نريده صادقًا مخلصًا لوطنه ومليكه ، مهما سيطر محور الشر من أصحاب النفوس الضعيفة ، المنافقين عاشوا ظروف صعبة جدا ، جعلتهم ينحرفون عن طريق الصواب ، فمن يمارس منهم الخيانة والكذب ويخلف الوعود بالتاكيد تعرضوا له في صغرهم وحياتهم ، لكن دورنا ان نؤكد على ثوابت الأخلاق والقيم.
الصدق فرصتنا ...
قد تكون هذه فعلا فرصتنا الأخيرة، اذا لم تَصْدق الاقوال وتتبعها الافعال، نعم التفاؤل مطلوب في هذه الفترة وخاصة ان المتابع عن كثب سيجد الكثير من الوعود لم تتم وكثير من البرامج لم تكن على الواقع كما كتبت على الورق، الكذب والصدق في معركة ابدية لن تنتهي، اننا في أشد الحاجة لإعادة بناء منظومة القيم وتشييد جسور الثقة ، ولن يكون ذلك الا برجال اتسقت قيمهم بهم فاصبحوا قيم تمشي على الأرض، هذا ما نطمح اليه ونحارب من أجله.
نقول ما قاله جلالة الملك...
لانحب الكذابين والمنافقين والصدق طريقنا مع انفسنا ومع وطننا مهما كلف الامر ، حمى الله الأردن ومليكه وولي عهده وعاش الشباب .