تمر علينا ما يقارب ستة شهور وما زلنا نواجه جائحة كورونا التي كان لها أثار سلبية كبيرة تبدأ من الآثار الاجتماعية مرورا بالاقتصادية انتهاء بصحة البشر نفسهم .
لا بد بعد هذه المدة أن نقدر جهود الأطباء والكوادر الصحية في المستشفيات الحكومية والأهلية ، وذلك نظير ما تحملوه من عناء وبذلوه من جهد، وعلى المواطنين جميعا تحمل المسؤولية في مواجهة هذا الوباء من خلال الاستثمار البشري والمالي في مجال الصحة ، وايضا على الدولة أن تضاعف من اهتمامها بالصحة .
إن الكوارث جزء من السنن الكونية التي خلقها الله تعالى وهي تحمل في طياتها رسائل إلهية من أهمها إعادة الإنسان لإنسانيته وإصلاح سلوكه القيمي والأخلاقي مع أخيه الإنسان .
وعليه علينا أن ننتبه إلى بطلان التفسيرات الخرافية لظهور مثل هذه الأمراض كقول بعضهم : هي مؤشر لنهاية العالم ، أو علامة لظهور المهدي أو علامة على انتقام الله من الناس.
هذه التفسيرات وغيرها مما تطالعونها في كل حدث ، هي تفسيرات مثبطة عن العمل والإتقان الذي أمر به الإسلام، في هذه الجائحة لا بد من تضافر الجهود وعلينا كمتدينين أن ندعو إلى ممارسة الشعائر من خلال القوانين الناظمة لهذه المرحلة لأن الشرع الذي أمر بالصلاة نفسه أمر بالمحافظة على الصحة .
من هنا لا يجوز لأي إنسان أن يستهتر بالاجراءات الوقائية لأنها تضر بحياة الناس، قال تعالى "ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة "فكما أنه مطلوب منك شرعا أن تدفع الضرر عن نفسك كذا مطلوب منك دفعه عن الآخرين .
في الختام نحن أمام توازنات كبيرة على المستوى الاقتصادي والصحي والديني أيضا، نسأله تعالى السلامة والشفاء للإنسانية كلها.