في ذكرى جلوس الملك على العرش
د. محمد المناصير
08-06-2007 03:00 AM
تصادف في التاسع من حزيران الذكرى الثامنة لاعتلاء صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبد الله بن الحسين عرش المملكة الاردنية الهاشمية ، فقد تولى جلالته الحكم ليحمل طموح الهاشميين من عهد مفجر الثورة ، الى عهد الملك معزز البناء والاستقلال ، فجلالته ينتمي إلى الجيل الثالث والأربعين من أحفاد النبي محمد صلى الله عليه وسلم. وقد تسلم جلالته سلطاته الدستورية ملكا للمملكة الأردنية الهاشمية في السابع من شهر شباط 1999م، يوم وفاة والده جلالة الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه. ومنذ تولي جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين العرش، وهو يسير ملتزما بتعزيز دور الأردن الإيجابي والمعتدل في العالم العربي، ويعمل جاهدا لإيجاد الحل العادل والدائم والشامل للصراع العربي الإسرائيلي. ويسعى جلالته نحو مزيد من مأسسة الديمقراطية والتعددية السياسية ا، والتوجه نحو تحقيق الاستدامة في النمو الاقتصادي والتنمية الاجتماعية بهدف الوصول إلى حياة أفضل للأردنيين. وقد عمل جلالة الملك منذ توليه مقاليد الحكم على تعزيز علاقات الأردن الخارجية، وتقوية دور المملكة المحوري في العمل من أجل السلام والاستقرار الإقليمي. وقد انضم الأردن في عهد جلالته، إلى منظمة التجارة العالمية، وتم توقيع اتفاقيات تجارة حرة مع ست عشرة دولة عربية، وتوقيع اتفاقية التجارة الحرة مع الولايات المتحدة الأمريكية، واتفاقية الشراكة بين الأردن والاتحاد الأوروبي، مما أرسى أساسا صلبا لإدماج الأردن في الاقتصاد العالمي ، الى ان اصبح الاردن محجا لمؤتمرات العالم الاقتصادية .
وشارك جلالته في إرساء قواعد الإصلاح الإداري الوطني، وترسيخ الشفافية والمساءلة في العمل العام. كما عمل جلالته على تقدم الحريات المدنية، جاعلاً الأردن واحدا من أكثر البلدان تقدمية في الشرق الأوسط. كما عمل باهتمام على سن التشريعات الضرورية التي تؤمن للمرأة دورا كاملا غير منقوص في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في المملكة.
هذا هو عبد الله الثاني بن الحسين الذي يقود هذا الحمى العربي في جو عاصف ومضطرب في ظل عدم الوصول الى الحل الدائم والمشرف في منطقتنا .
ويعتز الاردنيون بالقيادة الملهمة لجلالة الملك الذي يصل الليل بالنهار لارساء قواعد البناء وتعزيزه ، حتى صار الاردن مؤلا لكبار المستثمرين ، ومحجا لاقتصاديي العالم ، الى ان اصبح الاردن بؤرة الاهتمام العالمي ، لتوفر الامن والامان واجواء الاستثمار .
واستذكر في هذا اليوم ، يوم ان كلفت باعداد اول برنامج تلفزيوني عن جلالته ، بعد استلام سلطاته الدستورية في السابع من شباط 1999 ، فكان برنامج " عهد جديد وقيادة واعدة " الذي اخرجه اياد الخزوز ... فكان ان تم استنطاق المصادر ودور الارشيف المقرؤة والمسموعة والمرئية ، لنجد ان جلالته كان يساهم مساهمة فعالة في الحياة العامة ،ايام الحسين طيب الله ثراه ، ويشاركه الحكم في مهام تمكن من خلالها اثبات وجوده كقائد منتظر عندما يحين الوعد ، وقد ضمنت النص الخطاب الذي القاه الحسين مبشرا الشعب الاردني بمولد عبد الله ، الذي اصبح وليا للعهد منذ مولده ، انصياعا لاحكام الدستور ، وذلك بعد ولاية عمه الامير محمد امد الله في عمره ، الذي حملها الى ان وصلت الى عبد الله فور ولادته ، وفق احكام الدستور الاردني ، ولدقة الظروف وصغر سن عبد الله نقل الحسين امانة العهد الى سمو الامير الحسن حفظه الله ، الذي حملها قرابة 34 عاما ، قبل ان تعود الامانة الى صاحبها انصياعا لروح الدستور الاردني .
وعندما التحق الحسين بالرفيق الاعلى ، اعتلى عبد الله الثاني عرش اجداده وابائه الغر الميامين ، كفارس هاشمي تربع على صهوة الحكم ، بعد ان ترجل الحسين ، لياتي جيل جديد من الهاشميين ، يتابع المسيرة المظفرة في هذا الحمى الذي اصبح قدوة لكافة دول العالم رغم صغرحجمه ، فقد جعل الهاشميون من الاردن منارة عالية ، تقدما ورفعة ، الى ان وصل الى مصاف الدول المتقدمة ، فخاض الاردن معركة التنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية بنجاح ، واصبحت ديموقراطيتنا مثار اعجاب العالم .وتقدمنا مثالا يحتذي . وبنى عبد الله البناء فوق البناء ، الى ان اصبح هو الملك المعزز بحق ، فقد عزز قواعد البناء واعلاها ، وعزز الديموقراطية وثبت اركانها ، وعزز التنمية وارسى قواعدها ، وعزز الاستقلال ببناء اركانه السياسية والعسكرية ووثقه بعلاقات دولية مبنية على الاحترام المتبادل . ويحق لنا في الاردن ان نفخر ان لنا قائدا اثبت بلا شك قدرة هذا الوطن على السير بخطى ثابته نحو الرفعة والتقدم والازدهار .