الانسان ام الفرد في عالم الرأسمالية
موفق محادين
13-03-2010 05:48 AM
اضافة الى اكاذيب العلمانية والعقلانية السائدة عن مجتمعات العالم الرأسمالي, ثمة كذبة اخرى وجدت نفسي مضطرا للكتابة عنها بعد حوار مع صديق ماركسي متحمس لهذه الكذبة. ذلك ان الرأسمالية الامبريالية كما انتبه ماركس قبل قرن ونصف لم تشطب المسيحية بل استبدلتها بالربوية اليهودية, وذلك ان لينين مفكر وقائد ثورة روسيا الاشتراكية نبهنا قبل اقل من قرن بعقدين الى ضرورة التمييز بين العقلانية التي لم تعرفها ولن تعرفها الرأسمالية قط وبين العقل وبين الوضعية العدمية التي جرى تسويقها كعقلانية.
اما الكذبة الثالثة فهي - حول (الانسان) في العالم الرأسمالي وهي شأنها في ذلك شأن الاكاذيب الاخرى, تقوم على خلط المفاهيم واستغفال حتى المثقفين انفهسم فما جرى في واقع الامر هو ان الرأسمالية حطمت الانسان العضوي (الذي يرتبط بعلاقات قرابة واسرية في عالم ما قبل الرأسمالية«. ولكنها لم تحوله الى انسان جديد بل الى فرد والفرق كبير بين الانسان والفرد, فالانسان المنشود هو الانسان المتجاوز لكل اشكال الاستلاب اما الافراد فهم البشر الذين انتجتهم الرأسمالية بتحويلهم من الاستلاب الانثروبولوجي ما قبل الرأسمالي الى الاستلاب السلعي الرأسمالي وذلك بالتزامن مع اشاعة الوضعية العدمية كظاهرة عقلانية رأسمالية.
بهذا المعنى مقابل البشر الذين ينتمون لعشائر وعائلات لم تفككها الرأسمالية بعد, ثمة افراد متحللون تماما من هذه العلاقات ولكن ليس بوصفهم حالات انسانية بل بوصفهم جزءا من عائلة وعشيرة رأسمالية جديدة اسمها السوق وثقافته وعلاقاته.
ومما يخدم هذا الاستنتاج اعلان المفكرين الكبار في العالم الرأسمالي عن موت الانسان (رولان بارت - مفكرو مدرسة فرانكفورت وخاصة ماركوزه وهور كهايمر) وذلك اضافة لبحث مفكرين آخرين عن مواجهة هذا الموت, من مفكري الوجودية المبكرة (سارتر وهيدغر) الى آخر العنقود في مدرسة فرانكفورت (هابرماس) الى دوبريه في نقد العقل السياسي.0
mwaffaq.mahadin@alarabalyawm.net
العرب اليوم