الموجة الثانية من فيروس كورونا
د. عبدالرحمن المعاني
08-09-2020 02:05 AM
كما ذكرنا سابقا وقبل ثلاثة اشهر بأن الموجة الثانية لانتشار الاصابة بفيروس كورونا المستجد متوقع ظهورها في شهر اب او ايلول بعد أن عمدت الحكومة او الاجهزة المتابعة لوباء الاصابة بفيروس كورونا الى تخفيف إجراءات الحجر الصحي وفتح البلد بعد التراجع الطفيف الذي شهده عدد الاصابات بفيروس كورونا المستجد وتخفيف إلاجراءات الوقائيه على جميع الصعد مما أدى إلى ارتفاع جديد في عدد المصابين مما فتح الباب للحديث عن موجة ثانية من فيروس كورونا المستجد.
ولكن ما هي الموجة الثانية؟
يحدث الوباء نتيجة انتشار مسببات الأمراض الجديدة مثل انتشار فيروس كورونا المستجد حيث غالبية البشر لا تتمتع بحماية ضدها وهذا يسمح لها أن تتفشى عالمياً.
ومن المعروف أنه عندما ينتشر فيروس جديد في العالم يعود ويتراجع وبعد بضعة أشهر يعود وينتشر مجددا وهذا ما يمكن تسميته بالموجة الثانية، وكون الاصابة بفيروس كورونا المستجد لا تكون أجساما مضادة تحميهم من عدوة ثانية مما يجعل الموجة أكثر فتكاً من الأولى.
ومن ناحية نظرية يمكن أن تنتهي الموجة الثانية من انتشار فيروس كورونا أكبر من الأولى من حيث عدد الإصابات لأن الكثير من الناس لا يزالون عرضة للإصابة كما أن الذين تعافوا من الإصابة قد يصابون بالفيروس مجدداً ما قد يزيد
من قوة الموجة الثانية المتوقع حدوثها في فصلي الخريف والشتاء مع بدء تراجع درجات الحرارة مما يسهل انتشار الفيروسات وقد يزيد من أعراضها ومضاعفاتها ؛ ومن المنطقي ان تزداد رقعة انتشار فيروس كورونا المستجد وارتفاع الاصابات المحلية بالتزامن مع رفع الإجراءات وزيادة الاختلاط بين الناس؛ وفتح المدارس؛ واعادة تشغيل المطارات؛ وقريبا بدء الدراسة في الجامعات؛ بالاضافة إلى عدم الجدية والتهاون من قبل المواطنين في تطبيق وسائل الوقاية الشخصية الوبائية وعدم دراسة نتائج القرارات الادارية والفنية والوقائية قبل اتخاذها والتي تساعد على تجمهر وازدحام المواطنين؛ علاوة على اتخاذ قرار الحظر الشامل في بعض المحافظات مثل العاصمة والزرقاء التي يوجد فيها بؤر وبائية كثيرة مما يؤدي إلى خروج المواطنين الي محافظات أخرى شمالية او جنوبية لا يوجد فيها حظر مما يؤدي إلى نقل عدوى الاصابة بالفيروس الى مناطق كثيرة وفي جميع أنحاء المملكة.
ومن هنا يوجد حاجة ملحة إلى الاتجاه لرفع قيود الحركة والإجراءات الوقائية على مراحل؛ ولابقاء الاصابة بالعدوى
منخفضة ما يتطلب توسيع نطاق الفحوصات العشوائية حول البؤر الوبائية، وتتبع المخالطين للمصابين بكورونا بطريقة مختلفة عن المعمول بها الان؛ من حيث سرعة الوصول لهم وسرعة اصدار نتائج الفحوصات المخبرية التي تجريها فرق الاستقصاء الوبائي حيث يوجد تأخر حاليا في إعلان النتائج.
اما بخصوص قوة وشدة الموجة الثانية من العدوى بفيروس كورونا فهذا يعتمد على ارتفاع إعداد المخالطين للاصابات السابقة وفي أماكن مختلفة للبؤر السابقة الموجودة في مواقع مختلفة من المملكة.
أما بخصوص الفيروس الموجود في الموجة الثانية فهو فيروس كورونا المستجد الشرق الاوسط والمعابر الحدودية وهو شديد العدوانية والانتظار اكثر تسببا بالموت من الفيروس الأوروبي والذي كان موجودا خلال الشهور الماضية ذلك بسبب تطور الفيروس وتحوره حيث أن العدوى تكون واحد مقابل واحد بينما في فيروس الشرق الأوسط واحد مقابل عشرة على الاقل.
كان من المفروض ان تكون الإجراءات والسياسات الوقائية والوبائية والعلاجية تتبع تطور المرض الفيروسي وانتشاره وهنا تبرز اهمية تطبيق العلاج الوقائي الذي طبقته دول كثيرة مثل الصين الهند مصر وبريطانيا وهذا الأمر نادينا بتطبيقه منذ ٤-٥ شهور؛ وهذا العلاج يجب تطبيقه على الفئات الأكثر عرضة لتلقي العدوى مثل الكادر الطبي؛ العاملين في المعابر الحدودية بجميع انواعها؛ المخالطين بشكل عام للمرضى المشتبه بهم؛ وتطبيق العلاج الكامل للمرضى المصابين بغض النظر عن ظهور الأعراض ام لا ما دام الفيروس مثبت لديهم؛ ومن المفترض علاجهم لأنهم يعتبروا بؤرة تنشر المرض للغير حتى لو نتيجته سلبية يظل يعدي بافرازات الجسم المختلفة.
أما بالنسبة لقوة الفيروس فهذا يعتمد على المناعة الشخصية؛ والعمر؛ وتعتمد على الأصل ومصدر الفيروس؛ فمثلا الفيروس الأوروبي العدوى عنده قليلة واحد بواحد أي شخص مصاب يعدي شخص آخر سليم، أما فيروس كورونا الشرق الأوسط فقد تفاعل أو اختلط مع فيروس ميرس وفيروس سارس وفيروس كورونا القديم وهو فيروس شرس عدوانيته شديدة ونسبة الوفاة فيه أكثر من الفيروس الأوروبي.
أما بخصوص الأدلة العلمية والوبائية التي تثبت ذلك عديدة وعلى سبيل المثال لا الحصر التركيبة الجينية الكروموسومية للفيروس (جينوم)، ويوجد بعض الكروموسومات تختلف بالفيروس الأوروبي عن الفيروس الشرق الأوسط أو الفيروس الصيني وبهذه الطريقة ممكن أن نعرف من أين جاء الفيروس واصله من أين وذلك من خلال التركيبة الجينية وهذه الفحوصات تم عملها وتم تمييز الفيروس الأوروبي عن فيروس الشرق الأوسط أو الفيروس الصيني، مع العلم بأن فيروس الشرق الأوسط قد تطور وتحور ويختلف عن فيروس كورونا الذي كان موجودا في الفترة السابقة.
وبخصوص الوقاية من المرض وعلاجه، علماً بأن الإجراءات الوقائية لا تعالج المرض بل تقلل من انتشاره ومن المفترض أن تكون خطة علاجه تحد من انتشاره وتحد من عدوانيته والمهم في الموضوع أن يكون لدينا خطة علاجية واضحة مع الحرص على تطبيق أساليب الوقاية الوبائية وننصح أن تكون الخطة العلاجية تتضمن علاج وقائي للكادر الطبي والموظفين على المعابر الحدودية بجميع أنواع والمخالطين للمصابين بشكل عام بالاضافة إلى عمل فحص pcr لحاملي فيروس كورونا والذين لم تظهر عليهم أعراض المرض أما الذين تظهر عليهم أعراض مرض فيروس كورونا فيجب علاجهم علاجا تاما، وعكس ذلك سوف يكون لدينا انتشار كبير وواسع في أعداد المصابين وهذا ما حدث في الدول الأوروبية.
واذا تم تطبيق الخطة العلاجية المحكمة والوقائية للفئات المستهدفة سوف يتم السيطرة على جميع البؤر الوبائية في المملكة خلال أسبوعين بإذن الله تعالى.
والله من وراء القصد……
حمى الله الاردن ووقاه من كل شر ووباء..