لا يخلو عصر او شعب أو ثقافة من بضعة ابداعات ادبية لا يعرف أحد على وجه التحديد من هو صاحبها، وفي الثقافة العربية هناك بضعة مئات من الأبيات الشعرية والاقوال التي تندرج تحت هذه الفئة (قال أعرابي وقال آخر)، اضافة الى مئات اخرى يختلف الرواة على اسم قائلها.
في عصرنا عصر الانترنت والشاورما، تتوزع على الشبكة العنكبوتية ملايين النصوص السابحة في فضاء المحيط الرقمي لا نعرف من قائلها أو مترجمها او سارقها .... بعضها جيد وبعضها رديء وبعضها منسوب لأكثر من قائل. وصلتني رسالة بلا مؤلف بعنوان :(تناقضات عصرنا الحاضر)، أعجبني الكثير مما جاء فيها وقررت – عينك عينك -سرقة بعضها بتصرف تعميما للفائدة إن وجدت:
_ نملك منازل أكبر وأسرا أصغر ووسائل راحة أكثر ... ووقتا أقل!!
- نملك شهادات أكثر ومنطقا أقل، معرفة أكثر وحكمة اقل !!
- لدينا خبراء أكثر ومشاكل أكثر، لدينا ادوية أكثر وعافية أقل!!
- تعلمنا كيف نكسب رزقنا ولم نتعلم كيف نحيا، أضفنا سنوات الى حياتنا ولم نضف سنوات الى عمرنا!!
- لدينا طرقات أوسع ووجهات نظر أضيق!!
- ننفق أكثر ونملك أقل... نشتري أكثر ونستمتع أقل!!
- الكثير من وقت الفراغ والقليل من المتعة الكثير من الطعام والقليل من التغذية .... دخل عال وطلاق أعلى ......منازل فخمة وبيوت محطمة!!
- وصلنا للقمر وعدنا، لكننا نتكاسل عن طرق الباب المجاور لجار جديد!!
- تعلمنا العجلة ولم نتعلم الانتظار ...... دخل أعلى وأخلاق أدنى!!
ثم تبدأ الرسالة في اسداء النصائح التي اعرف ان احدا لن يلتزم بها – بمن فيهم جناب حضرتي – لذلك اريحكم منها، لعل كل واحد منا يقرر ماذا ينبغي ان يفعل امام هذه التناقضات.
(الدستور)