بعيدا عن حالة الترهل التي تعيشها حكومة الرزاز والتفكك الواضح في بنى هذه الحكومة واستعراضات الوزراء التي جاءت على حساب تماسك المجلس وقوته ووحدتها، فمن الواضح ايضا انه لا قوة قادرة في المجلس على ضبط ايقاع المجلس خاصة وان اعضاء الحكومة مقتنعون بان المهلة المتبقية قاب قوسن او ادنى من النهاية ، لهذا طغت سمة الانفرادية التي مارس فيها الوزراء درجة كبيرة من الشللية والقرارات العشوائية التي يغلب عليها المصالح الضيقة ومن ثم الارتخاء والراحة التي انعكست على اداء الوزارات وشعور الموظفين فيها .
نعم عشنا مع حكومة الرزاز فترة زمنية لم نشعر باننا بامان وان مستقبلنا بامان وان الوطن قادر على تجاوز الازمات بجدارة واستحقاق , فالتحدي الاخطر الذي فرضته كورونا كشف بعد حين اننا نعيش في متاهة رغم وضوح التجارب العالمية وسلوكيات الدول التي تملك اقتصاد كبير بتحديات اكبر , فنحن ورغم تواضع اقتصادنا وسهولة التعامل معه كونه ما زال في مرحلة الحضانه فاننا شعرنا وللاسف الشديد ان هناك ضعف في المعالجة , وان الاعلام والبروبغاندا المصاحبة فاقت كثيرا حقيقة الفعل فلاحظنا اوضاع القطاعات تتراجع بشكل ملفت وسريع ،وصل ببعض القطاعات لمستوى الانهيار . المحاباه والتنميق , والزفلقة لم تصبح صالحة لتغطية الحقاق التي تفرض وجودها على كل فرد اردني مع توقع الناس لمزيد من التحديات التي لا يطيقها الناس ولا قدرة لديهم لتحملها . هذه الحكومة تتقن التنظير وتفتقر للاجراء الناجح الملموس ,حيث لم يشعر المواطنون ان الحكومة قدمت ما يمكن ان يزف الينا انطلاقة او بصيص نور يخرجنا من النفق المظلم ، حتى القرارات التي تشدقت بها الحكومة لمكافحة البطالة ومعالجة الفقر من برامج عمل وتسريح الموظفين لم تحقق اهدافها , ولم نر حسنة واحدة نزعم بانها من فعل الحكومة .
وهذا يؤكد رعونة هذه القرارات وعدم دقتها ، ليطل علينا الرزاز بفكرة خدمة العلم كوسيلة لمعالجة البطالة , ولا اعرف كيف سيعالج بالمنتسبين لخدمة العلم البطالة ، وكيف سيوفر الفرص وغالبيتهم من الخريجين والممتهنيين . من الواضح ان هذه الحكومة تلعب بالوقت الضائع وانها لا تدري ماذا تفعل وبماذا تشغل الناس ؟ لماتبقى لها من عمر , فقد سئم الناس واصابهم الاعياء من تراكم حجم الفشل وتبديد التفاؤل الذي نحاول زرعه بابنائنا الذين نخاف عليهم من مثل هذه الرؤى وهذا التفكير وهذه السلوكيات .
نعم وبكل صدق اصبحنا بخوف شديد على مستقبل ابنائنا من هذا الترهل الفكري والضعف الشديد في التعامل مع الواقع ومن سلوكيات الحكومة , فلا تفاؤل في فرص العمل ولا في الاستثمار ، وسط خوف شديد من مرض او اصابة بكورونا , الذي بدأت اصابات الموت ترتفع به يوما بعد يوم . لا اجد في النفس من حجة اسوقها لابنائي لزرع الامل والتفاؤل , فكل شيء حولي بدأ يغلق حتى الهواء بدأ يهرب فاي امل يمكن ان اقدمه لابنائي بعد ان عيشتهم في كذبة العدالة والمساواه والحرية ودولة القانون والدستور فترة بعد فترة ، فشبابنا يمتازون بالذكاء والحنكة ولا تخال عليهم خائلة ويدركون الصحيح من الخطأ والمعقول من اللامعقول .
حكومة الرزاز بدت لنا في بداية تشكيلها عقلية جديدة متفتحة ونظرة اصلاحية للاقتصاد , لكننا وفي خضم التحديات تفاجأنا بعقم هذه الحكومة عن تقديم الحلول الناجعة التي تشعرنا بانها تقودنا للافضل .ورغم كل التعديلات وظهور وزراء من صنف (ابو العريف) والذين امطرونا صياحا واشبعونا وعودا.
حكومة الرزاز في رمقها الاخير ، وهي حكومة تضاف الى سابقاتها لا زيادة ولا نقصان , والضحية في هذه التجارب هو المواطن الذي تحمل بما فيه الكفاية ،غير ان هذه الحكومة خلقت خللا بنيويا في دوائر الدولة التي بدت خالية من الكفاءات تمتليء بالصراعات والشللية المقيته وبالوانها المختلفة ، تحكمها المحسوبيات والاقليميات ، التي مارسها الرئيس نفسه عندما ادخل الاستثناءات في قرارات الرئاسة فاعاد من يشاء وقرب من يشاء ونصب من يشاء من الضعفاء رغم انه ضحى بخيرة رجالات الدولة . فبدت ادارة الاجهزة الحكومة مهزوزه ضعيفة تتعرقل في اي منعطف. بدأنا نتحسر على جهدنا وتعبنا الذيبداء يضيع وسط صراع الضداد , بينما سكن الشرفاء في ذهولهم ينظرن لمشهد جهودهم التي تضيع وتعبهم الذي يتبدد ، ضريبة الاخلاص والتفاني بالعمل وعدم الانتباه للذات وانهماكنا بالمسؤولية في العمل كانت نتائجه المعاناة والمرض الذي اصبح شعارنا الان واصبحت زيارة المستشفايات سلوكنا الاعتيادي وسبه ذلك الاخلاص الذي يتلاعب به صبيان الوظيفة واطفال الانابيب المميزين الذين وضعوا في اعلى المناصب .
ولا يعلم الرزاز ان قرار وزير من وزراءه اعادة بالدولة الى الوراء . اعان الله الرئيس القادم , فلا يقبل اي شخص صادق الدخول الى هذه المغارة المظلمة لان اصلاحها صعب , وصعب جدا , غير ان اللاهثون وراء المنصب كثر فلا امانة للمسؤولية تقودهم ولا مصلحة الوطن يهمهم .