د. زهير ابو فارس للهيئة المستقلة للانتخاب
المحامي عبدالرؤوف التل
07-09-2020 11:04 AM
بأزميل وشاكوش نحت د.زهير ابو فارس كتابه الأخير عن سيرته الذاتية في قريته الصغيرة **** قضاه في محافظة نابلس حيث طفولته في حضن والديه محاطاَ بالعطف والحنان والنقوش عبارة عن صراع مع الحياة وصعوبتها من اجل حياة افضل واجمل.
ناقش في الصفحات الاولى مقارنا بين حياة اجتماعية غير ناضجة في قرية من قرى العالم العربي الذي زرعت به الدكتاتورية العسكرية والفكر السمولي التخلف والانحطاط ثم انتقل الى الاتحاد السوفييتي في بداية السبعينات من القرن الماضي الذي مدحه كثيرا في نقوشه على جدار الذاكرة، واعاد في نهاية الكتاب وذكر من عيوبه الكثيرة وفساد الادارة وتراجع الاقتصاد وغير ذلك مما أدى بالنهاية الى اسقاط التجربة السوفييتية الشيوعية، وتفكك الاتحاد السوفيتي وتحوله دولا ودويلات، لان احتكار الصواب في حزب واحد يقود الى الخراب والدمار كما حصل في الدكتورية التي تحككم العالم باسم اليسار المدعوم من قبل الاستخبارات الاجنبية، كنت اتمنى لو بقى الدكتور زهير ناشطا سياسيا نقابيا بدلا من اختطافه للهيئة المستقلة للانتخابات.
طويت الصفحة الاخيرة من كتاب نقوش على جدران الذاكرة متمتعا بقراءته، هذه النقوش هذه الذكريات حياة قاسية عاشها مع والديه رعاة الاغنام والحرث والزراعة وفرط الزيتون وحصاد القمح و حياة البيادر الجميلة النظيفة كضياء القمر ولمعان النجوم، قبل ان تتلون الحياة بالماديات، وتلوث الحياة بالنفاق والمبيقات.
تحدث في صفحات الكتاب حياة الناس في فلسطين الضفة الغربية في فترة الستينات من القرن الماضي عن اخلاق عن تعاونهم عن علمهم عن ادبهم عن كرههم للاحتلال عن روح المقامة المزروعة في ارواحهم من اجل فلسطين وانقاذ العرب من مخالب الصهيونية العالمية.
تحدث في الكتاب عن والدته وحبها العارم لاطفالها وسهرها عليهم، ورغبتها في تعليمهم في مدرسة القرية في مدارس نابلس راكبا السرفيس او عائدا الى قريته على الاقدام لان الحياة الاقتصادية كانت كفافا للجميع.
في بداية السبعينات انتقل الى عالم اخر الى الاتحاد السوفييتي الى مدينة درستوف الروسية حيث دراسة الطب في جامعتها وتخصص فيها ونال درجة الدكتوراة في امراض النساء والولادة تحدث في نقوشه على جدار الذاكرة عن الجامعة اخلاق والمدرسية واصالة الانسان ففطرته وطبيعته عن كرمه وروح التعاون، صادقا في وصف واقع الحياة الاجتماعية للناس الذين ورثوا طيبة الخلق من تأثير الديانة المسيحية الارثوذكسية المتشددة في الايمان والتسامح والاخلاق في يتحدث دكتور عن علاقته الاجتماعية والثقافية في مدينة درستوف الى عما وصل اليه العلم في الجامعة حب المدرسين للطلاب وغيرتهم عليهم من اجل ان ينالوا اكبر قدر من المعرفة في حقول العلم، الناس في روي روحهم شرفية واخلاقهم شرفية وان كانت اقدامهم في اوروبا المادية، وما فيها من جشع وطمع.
وتحدث في نقوشه الممتعة عن كبار الروائين الروس الذين ابدعوا وتفقوا على كل كتاب الرويات في العالم بما كتابوه عن الانسان وصراعه من اجل حياة افضل وذكر فيهم ** كبيرة، ما زالت رواياتهم الاكثر قراءة في الادب العالمي الان معاناة الانسان الروسي هي معاناة الانسان في كل مكان وزمان.
وفي نقوش الدكتور زهير ابو فارس التي نحتها بأزميل وشاكوش على جدارات الذاكرة، حيث تخرج بنتيجة من نقوش ان الغربة قد تبعد الانسان عن الاوطان والاهل والاحبة ولكنها ضرورة ماسة لاكتساب ثقافة جديدة وحياة اجتماعية جديدة وتخلق ايضا لدى المغترب رغبة المشاركة في الحياة سواء في الغربة حيث ناشطا طلابيا مع طلبة الاردن والعرب في الاتحاد السوفييتي وعاد للاردن وبقيا ناشطا سياسيا له رأي في مختلف القضايا قبل ان يتم اختطافه ليكون عضوا في الهيئة المستقلة للانتخابات.
في نهاية نقوش الدكتور زهير يتحدث عن الاسباب التي ادت الى سقوط الاتحاد السوفييتي وتحلل دولته بسبب الفساد المحصن، مقايضة الفساد بالفساد، وكيف تورطت الدولة بافغانستان حيث تعرف ان شعبها شعب عنيد و صلف لا يرضى بالاجنبي ايا كان، وها هو يقاتل الامريكان وسلاحهم المدمر وبالتأكيد سيخرجون من هذه البلد بتنكيس الاعلام والرؤوس وهذه قناعة شعب صنعه الاسلام.