هل تحل القنبلة الكهرومغناطيسية محل النووي؟
داود عمر داود
06-09-2020 08:47 PM
تعرضت فرقاطة فرنسية، في مياه شرق المتوسط، مؤخراً، إلى حادث غامض شُل حركتها، وفقدت القدرة على استعمال أجهزة الإتصال، وعلى التحكم، والمناورة، وإستخدام أسلحتها.
وقالت أنباء صحفية ان ما حدث للفرقاطة الفرنسية كان بسبب هجوم شنته مدمرة تركية عليها بقنبلة كهرومغناطيسية، عطلت جميع أجهزتها الإليكترونية. وقد قام طاقم السفينة الحربية الفرنسية بإرسال إشارات استغاثة إلى موانئ اليونان، لكنه لم يتلق رداً، لأن إشاراته لم تصل أصلاً. فقرر مغادرة الموقع على وجه السرعة، باتجاه سواحل اليونان. وقال أفراد الطاقم انهم شاهدوا مئات الاجسام الغامضة تحلق فوق سفينتهم. وتردد أن الهجوم التركي المحتمل، على الفرقاطة الفرنسية، كان بقنبلة كهرومغناطيسة، عطلت أجهزتها الإليكترونية.
ويقال أيضاً ان طائرة الركاب المصرية التي سقطت فوق المحيط الأطلسي، عام 1999، بعد إقلاعها من مطار نيويورك، بوقت قصير، قد دخلت مجالاً جوياً كان يجري فيه تجربة قنبلة كهرومغناطيسية فتعطلت أجهزتها الملاحية وهوت في قاع المحيط. كما قيل أيضاً إن الهزيمة التي تلقاها العراق، في حربيه مع الولايات المتحدة، عام 1990 وعام 2003، كانت بسبب استخدام الولايات المتحدة القنابل الكهرومغناطيسية، التي عطلت أجهزة الرادار، والطيران الحربي، والأجهزة اللاسلكية، وأجهزة الحواسيب، وأنظمة الاتصال بين القيادة والجيش، مما أدى إلى حالة إرباك قادت إلى هزيمة العراق في الحربين. فما هي هذه الأسلحة الكهرومغناطيسية التي تعتبر الأخطر، وربما تغير موازين القوى في عالم اليوم؟
القنابل الكهرومغناطيسية
الموجات الكهرومغناطيسية هي نوع من أنواع الأسلحة غير التقليدية، لا تقل خطورة عن السلاح النووي، جرى اكتشافها، في الأربعينيات، خلال تجارب الأسلحة النووي الأمريكية، إذ لوحظ أن هناك تأثيراً لـ (النبضة المغناطيسية الكهربائية)، فكان ذلك بداية أبحاث نتج عنها إنتاج السلاح الكهرومغناطيسي الخطير. والقذيفة منه هي عبارة عن موجة، أو حزمة أشعة من الجزيئات، تنطلق عبر هوائي، بسرعة الضوء، البالغة 300 ألف كيلو متر في الثانية الواحدة. ويشبه تأثيرها، إلى حد كبير، تأثير الصواعق أو البرق، وينتج عنها تعطل كل الأجهزة الإليكترونية، من حواسيب، وأجهزة طيران، وسفن، أو رادارات، وغير ذلك، في محيط 10 كيلومترات مربعة.
المفعول
يضاف إلى ذلك أن تسليط موجات (المايكرو) نحو البشر يؤدي إلى الإصابة بالسكتة القاتلة، وتؤدي حزمة أشعة من الجزيئات إلى إحداث ميول اكتئابية، واضطرابات في الذاكرة، وإصابات جلدية، ونزيف بالعين، وحتى الإصابة بالسرطان. وتماثل قوة موجات (المايكرو)، عالية القدرة، تأثير السلاح النووي. ويمكن إطلاق القنابل الكهرومغناطيسية بواسطة صواريخ متحركة، أو طائرات هيلوكوبتر، أو مدافع بعيدة المدى. ولدى انفجارها ينطلق منها، خلال أجزاء من مليون من الثانية (ميكروثواني)، قوة مغناطيسية مقدارها 3 آلاف مليار وات، (تعادل عدة ملايين أمبير). وهذه كفيلة بأن تدمر، خلال أجزاء من الثانية، الأجهزة الإليكترونية والحواسيب. ويعتبر السلاح الكهرومغناطيسي من أخطر الأسلحة نظراً لإستحالة، أو صعوبة، تحديد مصدرها، وخاصة موجات (المايكرو).
خلاصة القول: القنبلة الكهرومغناطيسية تغير ميزان القوى
كان أمراً عاديا، بعد الحرب العالمية الثانية، أن تقاس قوة الدول بإمتلاكها لأسلحة الدمار الشامل، وفي مقدمتها القنبلة النووية، والصواريخ التي تحملها. وقد اقتصر ذلك على الدول الكبرى. لكن مع تقدم وانتشار العلوم، تمكنت دول ليست من نادي الكبار، من إمتلاك مثل هذه الأسلحة الفتاكة، التي لم تعد اليوم حكراً على الدول الخمس، الدائمة العضوية في مجلس الأمن، ومن يدور في فلكها، بل إن تقنياتها تسربت إلى دول أصغر، وأقل شأناً، خاصة في العقود الثلاثة الأخيرة، بعد إنهيار الإتحاد السوفياتي، حيث وصلت تقنياته، وأسرار الأسلحة، إلى دول اخرى. وعليه فإن إمتلاك أسلحة فتاكة من قبل دول غير كبرى، مثل القنبلة الكهرومغناطيسية، يجعل ميزان القوى في العالم يتغير. ثم يجعل توازن الرعب غير مقتصر على الكبار، حيث انضمت إليه دول صعدت، بمجهوداتها الذاتية، إلى مصاف الكبار، في أوروبا وآسيا وأمريكا الجنوبية، وهي تطالب، منذ سنوات، بتغيير الأسس التي قام عليها النظام العالمي، بعد الحرب العالمية الثانية. فهل العالم يمر حالياً في مرحلة تغير ميزان القوى؟